الورق أيضا من هنا

تم نشره الثلاثاء 15 نيسان / أبريل 2014 01:51 صباحاً
الورق أيضا من هنا
سمير عطا الله

أشعر أحيانا بأسى ومرارة عندما أجد الناس تنحرف للحياة في الماضي، وأحيانا أقول: وماذا في حياتنا من جماليات سوى الماضي؟ لم أكن قد قرأت أو عرفت من قبل أن العرب هم الذين حملوا الورق إلى أوروبا ومكنوها من بناء عصور النهضة، ولا كنت أعرف أن إسبانيا كانت أهم دولة أوروبية في صناعة الورق بسبب عرب الأندلس؟ حاول أن تتذكر. إنهم المشرق والمغرب، وهم أيضا الأمازيغ الذين لا أدري من أطلق عليهم اسم البربر. أو البرابرة. أي هم القادمون من الخارج، كما كان اليونان (والرومان) يسمّون كل من ليس منهم. هل أنت مع حقوق الأمازيغ؟ لماذا لا؟ إذا كان طارق بن زياد أمازيغيا وصلاح الدين كرديا، يجب أن تتسع العروبة لروافدها الطبيعية. الذي حدث هو أننا اضطهدنا، أو أهملنا الاثنين حتى جعلنا العروبة عندهم مكرهة لا احتقانا. في كندا وويلز وإسبانيا تكتب حتى أسماء العلم بلغة المحافظة ولغة البلد. ليس لتشجيع الانفصال بل لتمكين الوحدة. بدل أن تكون هناك دولة واحدة وعدة حروب تكون هناك عدة ثقافات ووطن واحد ودولة قابلة للحياة.

المصريون اكتشفوا ورق البردي للقدماء، والبغداديون اكتشفوا الورق الذي نكتب عليه اليوم. وبأي اسم كانت تعرفه أوروبا؟ نعم، بالبغدادي، كما كانت تعرف أجمل الحرير بالدمشقي. كان الورق في القرون الوسطى في معزة الذهب. وكان العرب يعاملونه هكذا إلى أن برع الغرب في صناعته وطوره كالعادة وجعله رخيصا.

كتب أحد اليمنيين في عهد الإمام يحيى: «اقتصاد الورق في الإمامة بلغ ذروته. نادرا ما يرى المرء مغلفا أو ورقة كاملة. القصاصات هي القاعدة والشواذ نادر جدا. ومن الواضح أن الإمام يحيى الذي كسب ثروة من المدافع والبنادق من الأتراك، جعل من أرشيفهم ثروة أخرى. فقد قطعت كتبهم ورسائلهم ووثائقهم وعرائضهم إلى قصاصات تُستخدم في دائرة الحكومة».

رحم الله الإمام يحيى، لم يكن يحب كثيرا القراءة لسواه. وكان المشترك الوحيد في «الأهرام» خلال الحرب العالمية الثانية. أو هذا ما رواه الرحالة، لكن أنسباءه وأحفاده يصحّحون لي دائما بأن في الأمر مبالغات وتشويها لصورة الرجل. وفي أي حال، الورق ذهب إلى أوروبا من عندنا. ولم يعد.

(الشرق الاوسط 2014-04-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات