كومبارس انتخابي!

تم نشره الأربعاء 16 نيسان / أبريل 2014 01:08 صباحاً
كومبارس انتخابي!
خيري منصور

عرف العالم الذي صُنّف على انه الثالث رغم انه الثالث عشر بمقياس آخر غير اقتصادي نمطاً من المرشحين لانتخابات رئاسية، هم أشبه بالكومبارس أو نباتات الزينة التي توضع على الشرفات وبعيداً عن الشمس، فهي لا تثمر وليس لها ظلال تقي من الشمس لأنها كما هو اسمها للزينة فقط.

بعض هؤلاء المرشحين يجازفون رغم تأكدهم المسبق من الخسارة، لكن لقب مرشح للرئاسة أو رئيس راسب لا يختلف عما كان يسمى من باب السخرية ساقط مترك أو راسب ثانوية عامة، لكن هناك نماذج تشذ عن هذه القاعدة، ولها رؤى وتصورات تدفعها الى خوض المعارك الانتخابية بلا أمل في الفوز، وهي ضرورية للعملية الديمقراطية لكنها لا تسعى الى توظيف فشلها في السي في، وقد يعتز بعضها بالعدد القليل من الاصوات الذي ظفر به لاعتقاده بأن ناخبيه على ندرتهم هم الاوعى والاقل ارتهاناً، لمؤثرات واكسسوارات مصاحبة لآخرين.

هذه النماذج تستحق الاحترام حتى وهي تلملم أوراقها وتعود الى البيوت بانتظار معركة أخرى، لكن النماذج الاخرى التي تستهدف الشهرة المجانية، أو اضافة صفة مرشح للرئاسة الى قائمة صفاتها فهي بالفعل كومبارس، لكنه يحسد البطل على دوره في المسرحية، وقد يظهر لدقيقة واحدة فقط مقابل أجر زهيد تاركاً الخشبة بل الحلبة كلها للبطل.

ولأن العالم العربي لا يزال يلثغ بالديمقراطية وفي طور التأهيل لممارستها فان ثقافة الفوز في الانتخابات سواء كانت رئاسية أو نقابية أو حتى بلدية ظلت أسيرة مناخات قديمة، فالناس في مثل هذه الظروف لا يتعاملون بجدية مع من يشبههم، إذ لا بد أن يكون قادماً من مرتفع ما وقد حدث هذا في السينما العربية لأكثر من نصف قرن، حيث كان البطل وسيما وثريا وعاطلاً عن العمل بالوراثة ومتفرغاً للحب، ثم حدث التغيير فأصبح البطل من سائر الناس، وربما كان الراحل أحمد زكي النموذج الذي جسد هذا الانقلاب حول مفهوم البطل.

لكن ما حدث في الفن لم تنتقل عدواه الحميدة الى السياسة لهذا يتردد بعض الناس آلاف المرات قبل أن يجازفوا بترشيح أنفسهم في أي مجال أولاً خشية من استخفاف زملائهم، وثانياً لأنهم عاديون ويشبهون الآخرين ومن أردأ افرازات التخلف على المستوى المعرفي نفور الناس من كل ما يذكرهم بأنفسهم، حتى الضحية في مثل هذه الحالات لا تتعاطف أو تتحالف مع من يماثلها، وقد تجد نفسها أقرب الى قدمي جلادها!

والى أن تتحول الديمقراطية في العالم العربي من باقة ورد في المناسبات الى رغيف يومي سنبقى نعاني من عدة التباسات، فلا ندري من هو البطل ومن هو الكومبارس، لأن من يقرر ذلك هو السينارست وليس من يتفرجون!

 (الدستور 2014-04-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات