رحيل مؤرخ ومستعرب

تم نشره الأربعاء 16 نيسان / أبريل 2014 02:33 صباحاً
رحيل مؤرخ ومستعرب

كانت ابتسامة باتريك سيل، المطبوعة، تخفي مشاعره حيال الأحداث. وكان أسلوبه المهني يخبئ مواقفه الشخصية، ولكن الذي ظل واضحا في مسيرته الطويلة كمستعرب، أنه ظل، كما وصفه وليد جنبلاط، عروبيا.

عاش باتريك سيل طفولته في دمشق، حيث ذهب إلى المدرسة الفرنسية. وهناك نما لديه الاهتمام بالشأن السوري والقضايا العربية. وفي عام 1965 أصدر كتابه المرجعي «الصراع على سوريا». وكنت يومها في جدة لتغطية زيارة الرئيس جمال عبد الناصر عندما حدثنا عن الكتاب السفير أنس ياسين، وأعارني نسخة منه لأقرأها.

كانت تلك أول معرفتي بمستعرب ألمعي، تميز بالرقي والموضوعية ورفض أن يقحم نفسه في صراعات العرب. ومن أجل كرامته المهنية، تجنب الأسلوب الخطابي والتخويني. وانصرف أيضا إلى التأليف، فوضع كتابا آخر حول سوريا في مرحلة حافظ الأسد، وآخر عن رئيس وزراء لبنان الراحل رياض الصلح، ولم يلق الكثير من النجاح كتابه عن أبو نضال «مسدس للإيجار» الذي وصفه بأنه «الفلسطيني الذي اختص بقتل الفلسطينيين».

إلى جانب الكتابة في السياسة كان باتريك مأخوذا بالرسم والفنون. وفي مرحلة افتتح معرضا في «موتكومب ستريت» في نايتسبريدج بلندن، لكنه تركه ليقطن في باريس، هواه الآخر ولغته الثانية. وكنا نتصادف دائما في مكتبة «غالينياني» وهو أبدا في كامل أناقته ودائم ابتسامته الترحيبية. وبعكس أهل المهنة، عربا وأعاجم وهواجن، كان باتريك يمتدح دائما أعمال زملائه ويحجب خلف ابتسامته أي نقد أو إساءة.

عمل سيل في بداياته المهنية مراسلا لـ«الأوبزرفر» و«الإيكونومست» في بيروت عندما كان مدير المكتب كيم فيلبي. وأصدر عام 1971 كتابا عنه تذمرت منه أوساط لندن لأنه كان لينا حيال الجاسوس السوفياتي الشهير. أما هو فاعتبر أن الشرق الأوسط عبارة عن محطات لا بد له من أن يتوقف عندها كمؤرخ، وأن الخبرة الصحافية تؤدي في نهاية المطاف إلى مهنة التأريخ.

(الشرق الاوسط 2014-04-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات