اختطاف العيطان والمرحلة الجديدة

تم نشره الخميس 17 نيسان / أبريل 2014 01:28 صباحاً
اختطاف العيطان والمرحلة الجديدة
د.رحيل محمد غرايبة
يأتي حدث اختطاف السفير الأردني في ليبيا، ليضيف مؤشراً جديداً إلى جانب مؤشرات عديدة على ملامح المرحلة الجديدة التي يمر بها الإقليم كله، والمؤشر الجديد ألقى مزيدا من الإيضاح على المشهد القادم، لمن يريد أن يقرأ، ولمن يستطيع أن يقرأ ما بين السطور.
التعامل مع هذا الحدث ينبغي أن يتجاوز عبارات الشجب والاستنكار وعبارات الإدانة، ووصف العمل بالجبان وغير ذلك من النعوت، وأعتقد أيضاً أن السعي من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن لا يقدم ولا يؤخر، لأن الخاطفين لا ينتمون إلى دولة معروفة، ولا يتبعون إلى مؤسسة عالمية تأبه بالقرارات الدولية مهما كانت لغتها، ومهما كانت حدة الإدانة التي تختزنها ألفاظ القرار وصياغته.
الحدث يؤشر على وجود جهة تملك المعلومات، وتملك القدرة على التخطيط والتنفيذ، وتملك الكوادر والأعضاء، وتملك السلاح والقوة، ولها مجموعة من الأنشطة العابرة للحدود، ما يجعل أغلب الأقطار العربية ساحة لأنشطتها التنظيمية المتطورة والخطرة، التي أصبحت تتجاوز أعمال التفجير والقتل والاغتيال، إلى الاختطاف للسفراء ورجال السلك الدبلوماسي، الذي يؤشر على تعقد اللعبة، وارتفاع مستوى التفاوض وليّ الذراع.
المشهد العربي يسير نحو مزيد من التعقيد، والمؤشرات تفيد بأن الأيام القادمة ستكون أكثر خطورة، ما يقتضي التوجه نحو دراسة علمية متأنية أكثر عمق وشمولاً، من أجل التوصل الى بناء استراتيجية قادرة على قراءة المشهد العربي والتحولات الجذرية التي تطال بنية المجتمعات العربية والشرائح الشبابية والتي تنبئ بنمو ظواهر العنف والتطرف التي ستأخذ مسارات أكثر تطوراً، وبناءً على تنامي الخبرة الطويلة لدى بعض هذه التنظيمات، وبناءً على الاستفادة من التقنية الحديثة في الاتصالات وطرق التواصل الجديدة المتعددة والمتنوعة.
معالجة هذه التطورات وامتلاك القدرة على التعامل معها يجب أن يتجاوز الطرق التقليدية المعروفة، ويجب أن يتجاوز تكرار الفرضيات الرائجة، ولن يستطيع قُطر لوحده أن يتصدى بمفرده لهذه الظاهرة، فهذا يحتاج إلى جهد جماعي من كل الدول العربية، وتعاون رسمي وشعبي، عبر صيغ تشاركية تحوي قدراً أوسع من الحرية ومعاني الديمقراطية.
من المؤكد أن مظاهر العنف التي تجري في أي قطر عربي تؤثر على كل الأقطار العربية بلا استثناء، لذلك نحن جميعاً سنصطلي بنار الأوضاع العربية الخاطئة شئنا أم أبينا.
 
(الدستور 2014-04-16)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات