سرقة الماء والكهرباء

تم نشره السبت 19 نيسان / أبريل 2014 12:27 صباحاً
سرقة الماء والكهرباء
د. فهد الفانك

تحقق سلطة المياه وشركة الكهرباء الوطنية خسائر سنوية في حدود 5ر1 مليار دينار، أو ما يقارب 8ر6% من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي لا يجوز السكوت عليه أو السماح له بالاستمرار وربما التفاقم، خاصة وأنه يترجم نفسه في المديونية.

خسائر الكهرباء والماء لا تعود كلها إلى حقيقة أن التعرفة المعمول بها لا تغطي التكلفة، فهناك أسباب أخرى مثل سرقة الماء والكهرباء، او الامتناع عن تسديد الفواتير، وكلها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى.

لصوص الماء والكهرباء يعتقدون أنهم من القوة بحيث لا تجرؤ الدولة على الاقتراب منهم، ويبدو أنهم فعلاً أقوياء بالمعنى السلبي للقوة، ولكن من المؤكد أن الدولة أقوى منهم بالمعنى الإيجابي للقوة.

حسب علمي ليس هناك تقديرات دقيقة للكميات المسروقة من الماء والكهرباء، ولكن قيمتها لن تقل عن 500 مليون دينار سنوياً على الأقل، مما يعني هدراً للمال العام يمثل فساداً في أبشع صوره.

أخذنا نسـمع ونقرأ في المدة الأخيرة عن ضبط عمليات السرقة وحجمها، ولكن لم نسمع أو نقرأ شيئاً عما حصل للسارقين، فهل تم تغريمهم بالقيمة التي سرقوها، وهل تم الحجز على ممتلكاتهم، وهل تم وضعهم خلف القضبان وهو المكان اللائق بأمثالهم.

قبل أن يحتله الأميركيون كان الجاري في بلد عربي أن جزاء الفاسد هو الإعدام. وقد أعدم بالفعل وزير صحة لأنه استورد أدوية فاسدة. وفي بلد عربي آخر يتم قطع يد السارق، فما هي العقوبة التي تنتظر سارقي الماء والكهرباء في بلدنا.

سارقو الكهرباء والماء لا يسرقون الحكومة فقط، بل يسرقون جميع المواطنين الذين عليهم أن يغطوا ليس كلفة ما يستهلكونه فقط، بل كلفة الكميات المسروقة أيضاً. ولذا فإن واجب الكشف عنهم لا يقع على كاهل الدولة فقط، بل على كاهل جميع المواطنين الذين يعرفون بعمليات سرقة.

سرقة المياه من الشبكة هي السبب وراء عدم توفر المياه للمنازل إلا مرة في الأسبوع، وسرقة الكهرباء هي السبب في ارتفاع فاتورة النفط المستورد، فالكلفة عالية جدأً سواء على المواطنين كأفراد، أو على الاقتصاد الوطني ككل.

لا نطلب من السلطة أن تشنق سارقي المياه والكهرباء في ساحة الجامع الكبير، مع أنهم يستحقون ذلك، فلا أقل من استرداد قيمة مسروقاتهم ونشر أسمائهم وتحويلهم إلى المدعي العام، وهذا أضعف الايمان .

( الرأي 19/4/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات