سهرة سودانية

بدعوة كريمة من الدكتور فتحي طعامنة تم اللقاء مع ثلة من الاخوة السودانيين بعضهم يشغل منصب وزير مالية، وآخر مديراً لبنك الادخار والتنمية الذي يدير ما يقارب (48) فرعاً في مختلف أرجاء السودان، والذي شهدت له الجامعة العربية بأنه استطاع أن ينفذ تجربة ناجحة في مكافحة الفقر في السودان بطريقة فاعلة، عن طريق التوسع في تمويل المشاريع الصغيرة.
لقد استمعت من الاخوة السودانيين ومن طاقم السفارة إيجازاً مؤثراً، تضمن امتناناً عميقاً من الشعب السوداني ومن إدارة الدولة السودانية للشعب الأردني وللدولة الأردنية كلها على الصعيد الرسمي والشعبي لما تم تقديمه من خدمات جليلة ومتنوعة للسودان على جميع المستويات، وقد وقفت من خلال حديثهم على جملة أمور تجذب الانتباه منها:
-التثمين الكبير لجهود بعض الأطباء الأردنيين الذين كانوا يذهبون لتقديم الخدمة والرعاية الصحية للأهالي في مناطق بعيدة ونائية في أدغال السودان، إذ كان يتم ذلك بطريقة تطوعية نبيلة تستحق التقدير الفعلي، فهؤلاء الذين كانوا يغلقون عياداتهم الاختصاصية ويذهبون إلى تلك الأماكن متجشمين عناء السفر والتنقل بعيداً عن الأضواء، وبعيداً عن مقصد تحصيل المكاسب أمر يستحق التقدير، والأمر الأكثر اعجاباً من قبل السودانيين أن هؤلاء عملوا على تدريب أطباء من جيل الشباب على القيام بهذه الأدوار، حيث تعلموا بسرعة فائقة واستطاعوا أن يحدثوا أثراً جميلاً وهائلاً لدى شرائح مهمشة عديدة.
-الإشارة الواضحة من قبل الاخوة السودانيين إلى نعمة الاعتدال الواضحة التي وهبها الله للأردن، والتي تستحق الشكر والعناية والحماية من كل أصحاب السياسة والرأي والفكر، ومن كل أصحاب الأثر الفاعل في الوسط الشعبي، من أجل الإسهام في تطوير هذه الحالة والبناء عليها.
-لقد تفاجأت بالدور الواسع الذي قام به هذا الجندي المجهول (د.فتحي طعامنة) في السودان، وتفاجأت بحجم الثناء والتقدير السوداني لهذا الدور إلى درجة أن الوزراء السودانيين اعتبروه السفير الحقيقي لهم في الأردن، مما أدى إلى حبهم العميق لمدينة إربد التي عملت توأمة مع ولاية أعالي (النيل) ويقولون أصبحت (إربد) اسماً محبباً للشعب السوداني، في الوقت الذي لا يجد فيه هذا الرجل عشر معشار هذا التقدير لدى الأردنيين ولدى أقرب الناس اليه.
- بقي أن أشير إلى النصيحة الختامية التي قالها المسؤول السوداني الذي ينصح بالشرب من مياه زمزم والإكثار منها لأنها برأيه هي الحل الأمثل لمعالجة الأوضاع السياسية في الأردن في الوقت الحاضر، ولحق بي أحدهم لينصحني بالصبر على الأذى الذي سوف يلحق بكم من المقربين والأبعدين، ونحن نتابع جهدكم ونقدر هذا الطرح الجميل والمتكامل في هذه المرحلة الحرجة.
(الدستور 2014-04-22)