ما كل حركة بركة!

تم نشره الأربعاء 30 نيسان / أبريل 2014 02:30 صباحاً
ما كل حركة بركة!
خيري منصور

من نتائج الحراكات العشوائية وذات البوصلة المعطوبة ما هو غير محسوب أو متوقع على الاطلاق، وهو ردود الأفعال التي تنتهي الى اليأس، والبكاء على أطلال الأمس، فغياب الأمان والاستقرار من شأنه أن يخلق حنيناً اليهما، لهذا علينا أن لا نستغرب ما تسفر عنه انتخابات سياسية ونقابية وعلى كل الأصعدة، بحيث يكون الاستقرار حتى في بعده النسبي هو المرشح الاكثر حظاً في الفوز، لأن البشر في نهاية المطاف يريدون استئناف حياتهم ومواصلة تربية أولادهم، والحفاظ على حدّ أدنى من الشعور بالأمان.

وقد أدت بعض الحركات العشوائية الى عكس المقصود منها، فحلت الفوضى المدمرة تحت اسم مستعار ومضلل هو الفوضى الخلاقة، لأنه ما من فوضى على الاطلاق لها مثل هذه الصفة.

ما أتوقعه وفي المدى المنظور هو أن العرب سيعيدون النظر في الكثير من الشعارات الفوسفورية التي خطفت الأبصار ثم أتت على البصائر تماماً كما يحدث لطائر الحجل الذي يسقط في فخّ ملون وأشبه بقوس قزح يصيبه بالدوار!

التغيير بحد ذاته مطلب جذري في الحياة وليس في السياسة ونظم الحكم فقط، ولولاه لبقي التاريخ هاجعاً في قيلولته الرومانية قبل آلاف الأعوام.

لكن أي تغيير؟ وبأي اتجاه؟

ما يحدد ذلك ليس الفوضى واختلاط حابل الحلم بنابل الدم، بل البوصلة الفكرية والأخلاقية التي عادة تناط بالنخب، لكن النخب تعاني من شيزوفرينيا حادة، فهي ليست هنا تماماً وليست هناك تماماً، انها تراوح في منطقة اللمبو أو الأعراف بين جحيم الواقع الذي تخشاه وبين جنّة الموعود الذي قد تطرد منه والمجتمعات التي ودعت الطبقة الوسطى منذ زمن، أصبحت محاصرة بين قمة ترنو اليها ويسيل لعابها على نعمها وبين قاع تخشى السقوط فيه، فالفقير فيها يخشى من المزيد من الفقر، والنسبة العظمى من هذه المجتمعات تعيش بذهنية المتسول أي من وجبة الى وجبة ولا علاقة لها بأية استراتيجية أو خطة مستقبلية لأن شعارها السري والأقوى والأفعل من كل الشعارات المعلنة هو (عيّشني اليوم وأمتني غداً).

لقد بدأت عدة مؤشرات انتخابية في العالم العربي تفتضح حنين الناس الى الاستقرار والحياة اليومية الاليفة والرتيبة، لهذا نقول قاتل الله والتاريخ هؤلاء الذين أفسدوا الحلم بترجمته الى دمار وفوضى وثأرية مزيفة!

(الدستور 2014-04-30)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات