ديمقراطية واحدة لأمة واحدة

تم نشره الأربعاء 30 نيسان / أبريل 2014 02:39 صباحاً
ديمقراطية واحدة لأمة واحدة
سمير عطا الله

في مثل هذا الوقت من عام 1968 نزلت إلى شوارع باريس جموع من النقابات والطلاب والأحزاب ترفع شعار «عشر سنوات تكفي». وكان المقصود بذلك شارل ديغول، الذي أمضى عقدا في الحكم، جعل فرنسا خلاله الدولة النووية الثالثة، واقتصادها أقوى للمرة الأولى من اقتصاد بريطانيا في العصور الحديثة، وعقد المصالحة التاريخية الكبرى مع ألمانيا، وأسس الوحدة الأوروبية، وأخرج فرنسا من الجزائر، وحوَّل الفرنك من عملة هزيلة إلى عملة صعبة.

ومع ذلك، قالت اليافطات «عشر سنوات تكفي». ورُفع الشعار نفسه في لندن في وجه الملكة فيكتوريا الثانية، أي مارغريت ثاتشر. مبروك للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهنيئا للعرب والعروبة، والماجدين والماجدات، بالمهرجان الديمقراطي المتنقل من المشرق إلى المغرب. بلاد العرب أوطاني. انتخابات - انتخابات - انتخابات. في الجزائر ماذا؟ انتخابات. في سوريا ماذا؟ انتخابات. في العراق ماذا؟ دولة القانون. في مصر ماذا؟ ليلة البحث عن مصر. في لبنان ماذا؟ بلادي وإن جارت علي عزيزة.

قبل سقوط السوفيات كانت كل دولة في أوروبا الشرقية تسمي نفسها الجمهورية الديمقراطية. الأخ معمر طبع على بطاقته كل الألقاب الاشتراكية والجمهورية والإمبراطورية، وجلس يقشر بزر (لب) بطيخ، ويعلق منصّات الشنق في حرم الجامعة. لكن إذ تتأمل الآن ملحمته التاريخية فلا بد من تسجيل ميزته الكبرى، أو العظمى، وهي أنه لم يدع مرة إلى انتخابات أو استفتاء. الشعب ممثله اللجان.

أنا شخصيا خائف على فرص بشار الأسد من ستة مرشحين، خصوصا منهم مرشح حلب. في هذا الجو الرائق والمناخ الرقراق، ترتفع حظوظ الزعامات الكبرى. ستة مرشحين دفعة واحدة، يحظون بمباركة مجلس الشعب. ومبهرة انتخابات العراق. وقد بحثت بين المراقبين الدوليين فلم أجد الرئيس جيمي كارتر، ولا ابتسامته التي كان قد تصور بها في ديمقراطيات السودان. عاد البشير والترابي إلى التقاط الصور معا، ويبدو خلفهما الجنوب.

منعشة الديمقراطية العربية. منعشة ولذيذة مثل الكازوز. انتخابات لا يفوز بها سوى الحاكم. وبكل تواضع طلب الأسد من مؤيديه (في الداخل) عدم إطلاق النار ابتهاجا بترشحه. الدستور في الجزائر نام مرتاح البال. العدل في العراق يعانق القانون. حكومة واحدة في فلسطين أينها حريات غزة وديمقراطية حماس. أمة عربية واحدة، دلالاتها الانتخابات. الباقي.. لا ضرورة له.

(الشرق الاوسط 2014-04-30)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات