الأردن : مدارس تعليم الرقص الغربي بين القبول والرفض

تم نشره الخميس 01st أيّار / مايو 2014 10:18 صباحاً
الأردن : مدارس تعليم الرقص الغربي بين القبول والرفض
الصورة تعبيرية للرقص الغربي

المدينة نيوز :- انتشرت في الآونة الأخيرة مدارس لتعليم أنواع غير مألوفة من الرقص في الأردن، كالسالسا والتانغو والزومبا، في ظاهرة جديدة تثير آراء متباينة في المجتمع الأردني الشرقي المحافظ. لكن المنظرين لها يؤكدون أنها "تصقل الشخصية".

تتباين الآراء داخل المجتمع الأردني حول مدارس تعليم الرقص الغربي. ففيما يرفضها البعض لأنها "غير ملائمة للمجتمعات العربية"، يرى آخرون أن هذا النوع من الفنون "يزيد الثقة بالنفس ويصقل الشخصية".

ونشرت صحيفة " دويتشه فيله ‏تقريراً حول هذه المدارس وتالياً نصه :

 

دينا مسنات، شابة أردنية تبلغ من العمر 23 عاماً، تقول إنها بدأت تتعلم الرقص وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وإنها كانت منذ صغرها تحب الرقص. لكنها كانت تركز على الرياضة ولعب التنس أكثر. وتضيف مسنات أن "الحياة ليست دراسة وعمل فقط وإنما تعلم أشياء جديدة أيضاً".

وتؤكد مسنات، التي تعمل مهندسة صناعية، أن طريقة تعاملها مع الناس اختلفت بعد تعلمها الرقص وأن زملاءها في العمل "يستغربون الابتسامة الصباحية" التي لا تفارق وجهها وسببها، كما تقول. وتتابع الشابة الأردنية بالقول أنها "تواظب على الرقص" بعد انتهاء ساعات العمل، فهي عندما يكون مزاجها متعكراً أو تشعر بالملل، تلجأ إلى الرقص، لأنه، برأيها "أفضل من إضاعة الوقت في أشياء غير مفيدة"، خاصة وأنها تشعر بأنها "تنجز شيئاً في حياتها" عندما ترقص.

 

لم تلق دينا مسنات معارضة من أهلها لتعلم الرقص، على عكس طالبة الجامعة لين بدار، التي تبلغ من العمر 18 عاماً، والتي توضح أنها لاقت صعوبة في تعلم الرقص اللاتيني، لأن أهلها يرفضون فكرة رقص فتاة وشاب مع بعضهما البعض. وتضيف بدار: "نحن ضمن مجتمع عربي له عاداته وتقاليده وينظر إلى الرقص وباقي الفنون بطريقة سلبية ويجب تغيير هذه الفكرة عند الناس".

وترى لين بدار أن الناس عادة يتوجهون للرقص لتغيير الروتين أو لتفريغ الطاقة. لكنها تعلمت الرقص لأنه "يعبر عن ذاتها"، فهي تستطيع من خلاله إيصال رسائل معينة. وتبين بدار أن الرقص يجعل الشخص "يشعر بالسعادة ويبتعد عن الكسل ويطلع أكثر على الفنون"، لأن الراقص يجب أن "يتمتع بأذن موسيقية".

وتخلص الطالبة الجامعية الأردنية إلى أن الرقص ليست له علاقة بالعمر، فأي شخص وفي أي مرحلة عمرية من الممكن أن يتعلم الرقص، متمنية الوصول إلى الاحترافية لعمل عروض. كما أنها تسعى لأن تصبح مدربة.

 

من جهة أخرى، يقول هادي أحمد، البالغ من العمر 39 عاماً، إنه ضد مثل هذه الفنون في الأردن لأنها غير ملائمة وتعتبر تقليداً أعمى للمجتمعات الغربية البعيدة عن ثقافات المجتمعات العربية. لكن مدرب الرقص غسان الأسمر يؤكد أن الرقص يجعل الشخص ينفتح على عالم جديد ويكتسب أخلاقيات الرقص، مشدداً على أن "أهم شيء يجب أن يتعلمه الراقص هو كيفية التعامل وعدم الخجل من الكلام والتعامل مع الجنس الآخر".

ويضيف الأسمر أن بعض الأهالي يعارضون تعليم أبنائهم الرقص، مشيراً إلى أن بعض الطلبة البالغين يأتون لمدارس الرقص دون علم أهلهم.

عيسى شنودي، وهو أحد مالكي مدرسة "Dance Mania Academy" لتعليم الرقص في العاصمة الأردنية عمّان، يقول إن فكرة إنشاء المدرسة بدأت عام 2011، بهدف خلق مكان يجمع أكثر من نوع للرقص إضافة إلى الرياضة والموسيقى والأمور الإبداعية، مشيراً إلى أن مدارس تعليم الرقص في الأردن بدأت تنتشر و"يتقبلها المجتمع" .

ويضيف شنودي أن الرقص يخرج الشخص من ضغوطات الحياة ومصاعبها، كما أن من يتعلم الرقص "يتغير نحو الأفضل وتصقل شخصيته ويصبح يهتم بمظهره ونظافته وطريقه تعامله مع الآخرين". ويؤكد أن الصغار عندما يتعلمون الرقص يفرغون الطاقة الكبيرة لديهم بدلاً من تفريغها عبر أشياء غير مفيدة. كما أن الرقص يعلم "أخلاقيات معينة ويهذب جوانب كثيرة من الشخصية ويعلم الانضباط والالتزام".

ويختم شنودي حديثه بأن الرؤية المستقبلية هي إدخال الرقص كمنهاج في المدارس، معتبراً أن "بعض المدارس الخاصة تقبلت الفكرة"، ومن الممكن أن تدرج منهاجاً لتعليم أساسيات الرقص مع بداية العام الدراسي المقبل.

لكن الدكتور فهمي الغزوي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك، يوضح أن تعليم الرقص الغربي في الأردن ليس ضمن المناهج الدراسية، وإنما هو نشاط غير أكاديمي تقوم به هذه المدارس من أجل تعليم "سلوكيات جديدة دخلت علينا من المجتمعات الغربية".

ويشير الغزوي إلى تباين تقبل شرائح المجتمع المختلفة لمثل هذه الظواهر الجديدة، إذ "يبدو أن هذه الظاهرة تسود لدى أعضاء الطبقات الغنية أو المنفتحة"، أو التي تتقبل نتائج العولمة بشكل سريع أكثر من غيرها.

ويضيف أستاذ علم الاجتماع أن المجتمع الأردني ليس معزولاً عن المجتمعات الأخرى، فهو مجتمع منفتح وتعرّض إلى تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وإعلامية كبيرة، خاصة الآن في ظل العولمة، التي لعبت دوراً كبيراً في عملية التغيير. ويقول فهمي الغزوي: "هناك ظواهر غربية كثيرة تنتشر بسرعة في المجتمعات العربية ومنها المجتمع الأردني".

ويرى الخبير الاجتماعي أن أي أنشطة لا أكاديمية تساعد على تعزيز الثقة وبناء الذات عند الإنسان والانفتاح نحو الآخربدلاً من الانطواء، إضافة إلى البعد عن العقد النفسية "تنفع الشخص في الداخل والخارج، لأنه ينخرط بسرعة في المجتمعات الأخرى. لكن من لا يتقبل هذه الامور من الممكن أن تشكل له بعض الصدمات الثقافية في الخارج".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات