سيناريو للسنوات العشر المقبلة

تم نشره الأربعاء 07 أيّار / مايو 2014 02:59 صباحاً
سيناريو للسنوات العشر المقبلة
د. فهد الفانك

تخطئ الحكومة إذا ظنت أنها بصدد إعداد (خطة) سياسية واقتصادية واجتماعية لعشر سنوات قادمة، ذلك أن الخطط ثابتة والواقع متحرك. ما أرادة جلالة الملك ليس خطة بالمعنى التقليدي الذي خبرناه سابقاً ولم تثبت جدواه، بل رؤية لتحديد الاتجاه العام بحيث نعرف أين نحن الآن، وأين نتجه، وأين سنكون بعد عشر سنوات.

لم يعد في عالم اليوم دول تضع خططأً مركزية ملزمة للحكومات القادمة مهما تغيرت الظروف والمعطيات. وحتى ما بقي من الدول الاشتراكية مثل كوبا وكوريا الشمالية وفيتنام والصين لم تعد ترسم خططاً، ولكن لدى كل منها رؤية وبوصلة ُتحدد الاتجاه.

ربما يكون في ذهن البعض أن نكرر تجربة الخطط السابقة، أو حتى تجربة الأجندة الوطنية، حيث تم تعطيل أفضل العقول في لجان وجلسات ونقاشات طويلة وعقيمة، انتهت بمجلدات ضخمة، طبعت طباعة أنيقة، وتم الاحتفال بإعلانها في احتفال مهيب، لتوضع على الرف في اليوم التالي.

في السابق وضعت الحكومات الأردنية خططأً ثلاثية وخمسية، طبعت في مجلدات ضخمة لم يقرأها أحد، ولا يريد أحد تكرار التجربة.

بدلاً من المجلدات الضخمة تكفي ورقة عمل رشيقة، بصفحات معدودة، تحدد المسارات المرغوب فيها سواء في مجالات التشريع، أو الموازنة والمالية العامة، أو المديونية، أو النمو الاقتصادي، أو السياحة، أو اجتذاب المستثمرين، أو تطوير الإدارة العامة، التربية والتعليم إلى آخره.

لكي تكون الخطة (الرؤية) فعالة، يجب أن تكون قابلة للنشر على صفحة واحدة من صفحات (الرأي)، وأن تصدر بشكل كراس صغير، وأن تخلو من العبارات الإنشائية الرنانة: تفعيل، تعزيز، تطوير، تحسين، تشجيع، تحفيز، إعادة النظر إلى آخره.

الرؤية توضح الأهداف الكبيرة التي نسير باتجاهها وليس وسائل وأدوات تحقيقها التي تتقرر وتتغير حسب الظروف المتغيرة.

جرت العادة في ظروف مشابهة على إعداد تقرير مطول من عدة فصول ومجلدات، ثم يتم إعداد خلاصة تنفيذية يكتفي بها الجميع، فلماذا لا تختصر الحكومة الطريق وتقدم خلاصة تنفيذية، قابلة للقراءة والمتابعة، وتصلح دليلاً للاتجاه العام وليس للتفاصيل والخطوات والادوات.

بدلاً من التخطيط التقليدي الذي لم يعد له مكان في عالم اليوم، تشتد الحاجة إلى إعداد سيناريوهات مستقبلية تجسد المسيرة كما يمكن أن تكون في أفضل الحالات المواتية، وفي أسوأ الظروف، وما بينهما.

( الراي 2014-05-07 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات