إلى الدكتور عبد المنعم سعيد مع التحية

تم نشره الجمعة 09 أيّار / مايو 2014 02:20 صباحاً
إلى الدكتور عبد المنعم سعيد مع التحية
سمير عطا الله

مقالة الدكتور عبد المنعم سعيد، يوم الأربعاء الماضي، كانت كثيفة كالمعتاد. ألتمس العذر بشيء من الاعتراض المبدئي. يبني الدكتور سعيد بحثه استنادا إلى مقال نشره الرئيس التشيكي الأسبق فاتسلاف كلاوس في مجلة «فورين أفيرز»، حيث يخرج كلاوس بخلاصات من نوع أن أوكرانيا لم تكن دولة في أي وقت إلا منذ 25 عاما، وهي فترة قصيرة لا تؤهلها لشيء.

المعروف أن الدكتور سعيد كان رئيس مركز المعلومات في «الأهرام». ولعله من هناك كان يعرف أن فاتسلاف كلاوس ليس أهلا لأن ينقل عنه شيء، سواء أصبح رئيسا في تشيكيا، أو نشرت له هذه «الأفكار» مجلة «فورين أفيرز»، مراعاة لألقابه السابقة. عندما كان فاتسلاف هافيل رئيسا للجمهورية وهذا رئيسا للحكومة، كاد هافيل يطلب اللجوء النفسي في أقرب مصح. هذا، كلاوس، رجل من القرن السادس عشر. لذلك، ليس عجيبا أن يقول إن أوكرانيا لم تكن دولة، من دون أن يكلف نفسه أن يشرح لماذا. ومن دون أن يذكر كم مليونا فقدت في كفاحها من أجل أن تستقل عن الميسم الروسي، أيام القياصرة وفي زمن ستالين، وكم قد تخسر تحت قبضة بوتين.

مثل الكلام الذي نقله الدكتور سعيد يجب التدقيق فيه أولا. والبحث في شخصية صاحبه الذي، على سبيل المثال، عارض التعاون الاقتصادي مع ألمانيا من أجل التعاون مع الروس. هذا العالم الاقتصادي لا يدرك أن حجم التبادل التجاري بين روسيا نفسها وبين ألمانيا هو 270 مليار في العام. أو في السنة. أو كل دزينة أشهر. أصيب فاتسلاف هافل بقرحة في الأمعاء وبمرض صدري من حواراته مع هذا المفكر.

ونقطة أخرى في مقال الدكتور سعيد حول «انعكاسات تفكك يوغوسلافيا والاتحاد السوفياتي وإثيوبيا». الاتحاد السوفياتي على رأسي، دولة كبرى هز تفككها العالم. أما يوغوسلافيا فالحمد لله. كل دولة خرجت منها تعيش الآن في ازدهار وراحة بال وتقدم. وأما إثيوبيا، فأولا إنها لم تتفكك، بل نالت إريتريا استقلالها بعد عقود من الضم القسري. وما هي مضاعفات ذلك على العالم؟ لم نسمع أن أفريقيا اهتزت أو أن أوروبا فقدت أنهارها. مسكينة إثيوبيا، لم يسمع أحد بما حدث لها إلا السيد كلاوس الذي يوزع أفكاره الآن على المطبوعات التي يقرأها رجال النخبة. وهذا أمر مؤسف. أي أن تتبنى «فورين أفيرز» مثل هذه «الهيلمات» لمجرد أن صاحبها كان رئيسا. منغستو مريم كان رئيسا أيضا. ويعذرني الدكتور سعيد على هذا الموقف الشخصي. والدافع الوحيد هو احترامي لسعة مداركه ومعلوماته.

(الشرق الاوسط 2014-05-09)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات