الشعب يتفرج على الثيران

تم نشره الجمعة 09 أيّار / مايو 2014 07:29 مساءً
الشعب يتفرج على الثيران
هادي جلو مرعي

لايوجد شعب من شعوب العرب معترفا به، وجميع العرب شاءوا أم أبوا هم دجاج جاهز ليذبح والتعليب وأن يرسل في شحنات الى المكان الذي يختاره الزعيم، الثورات العربية كشفت زيف العرب وتفاهتهم فمن نظام حسني مبارك الدكتاتوري الى نظام الإخوان الفاشل، ثم الرجوع الى نظام حسني مبارك، ويفهم المنافس للسيسي في إنتخابات الرئاسة المصرية حمدين صباحي اليساري الحالم إن الشعب المصري المدجن سيصوت للسيسي، وسيعلن عن فوز حسني مبارك الذي يبدو أنه ورث الرئاسة لأحد تلاميذه، وكانت تلك طريقة ذكية لجر الشعب الى الدائرة التي إنتفض عليها وخرب حدودها حيث وضع في مواجهة نظام الإخوان الجائعين للسلطة والحكم وتوزيع الإبتسامات، ولم يطق هذا الشعب أن ينتظر طويلا نهضة مرسي وهو يواجه نهضة أثيوبيا ليكون العطش السلاح الأخير والقاتل الذي ينهي طموحات مصر في البقاء، ولم يكن من بد سوى العودة الى نظام مبارك.

في العراق يذهب الناس الى الإنتخابات ويصوتوا لمن شاءوا لكنهم بعد ذلك لايقررون من يكون رئيسا للوزراء، ولا للجمهورية، ولا للبرلمان، والذي يريدونه قد يطاح به بسهولة، ويتحول الى النسيان، وفي الإنتخابات الأخيرة ذهب المواطنون الى محطات التصويت وقرروا من يريدون لكنهم سيرون معادلة مختلفة لاتحقق لهم الحد الأدنى من مطالبهم، وسيضطرون للتفاهم مع واقع يفرض عليهم قسرا ويكونوا ضحايا له، نتيجة خلافات عقيمة بين الأفرقاء السياسيين الذين سيتفاهمون على أولوياتهم، وليس على أولويات الشعب الذي يتفرج بطريقة اللاتينيين الذين يجلسون على مقاعد قاسية ويرون مجموعة ثيران ومجموعة أخرى من المروضين يحاولون السيطرة والتمكن من تلك الثيران الهائجة ليصلوا الى مرحلة السيطرة الكاملة، وماعلى الجمهور سوى أن يصفق ويعبر عن الإعجاب الكامل بما أبداه المروضون من مهارة فائقة، ولم يكن للجروح والرضوض من أهمية تذكر مادامت الإثارة حاضرة ومؤثرة.

المشاركة في الإنتخابات صارت ضرورة لأنها الطريقة المثلى للإبتعاد عن أساليب العنف التي تتبعها بعض القوى المسلحة عادة والتي تثير القلق من إنهيار منظومة السلم الأهلي المتمثلة بمؤسسات التشريع والسلطة التنفيذية ومؤسسات القضاء والحكم التي تتحول الى الفوضى في حال لم يحتكم الناس الى القانون والديمقراطية المهددة بالعادات والتقاليد الموروثة، وفي كل الأحوال فليس من الحكمة أن نحيل كل فشلنا الى تلك الموروثات، بل لابد من الركون الى الدعة والسلمية، وحين تذهب المنظومة السياسية والنخب الحاكمة الى قرارات لاتتوافق وإرادة الشعب فالمسؤولية تقع على الحاكمين النخبويين، وليس الشعب الذي فعل فعله وذهب للتغيير وهذا هو دوره لانه ينتخب هيئات تتفاوض عادة من أجل إستحقاقات إنتخابية.

الخشية أن يستمر السياسيون بالتفاوض نيابة عن مصالحهم، ويتجاهلوا مصالح الشعب الذي لايجد من يتفاوض بالنيابة عنه ولا يحقق له المراد، بعد أن بذل جهدا جبارا من أجل تغيير الواقع السياسي والبناء على الرغبة في المستقبل.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات