أستحلفك بالله يا صاحبة الجلالة

تم نشره الجمعة 09 أيّار / مايو 2014 07:34 مساءً
أستحلفك بالله يا صاحبة الجلالة
غاندي أبو شرار

أستحلفك و اناشدك بالله أن تصدري توجيهاتك لوزارة التربية و التعليم بالسماح للمعلم بممارسة دوره الافتراضي و تأدية رسالته الخالدة و السامية . بعد ان أفقدناه إياها .

لقد وجهت يا صاحبة الجلالة في مطلع تسعينيات القرن الماضي وزارة التربية و التعليم نحو تبني سياسة التأديب الشفهية اللطيفه و الناعمة , و منع إستخدام وسائل التأديب التقليدية , من باب مواكبة التمدن و التطور الحضاري و إحترام قيمة الإنسان .

و بعد ربع قرن من هذه السياسة و عند الوقوف على النتائج التي حققتها - و كان الاولى بوزارة التربية و التعليم ان تقف هي على نتائج تطبيق هذه السياسة لا نحن المواطنين - بتنا نجد انفسنا كدولة و مجتمع و أولياء أمور للطلبة و معلمين نسير في طريق مظلم يقودنا إلى طريق الإنحلال الثقافي و الإجتماعي و الديني و الخُلقي , سيدمر البلد و المجتمع فيما لو إستمر تطبيق هذه السياسة .

انا اتحدث عن قضية عامة و ظاهرة عامة و أرق عام يؤرق ألاف الأسر و معلمي و معلمات مملكتنا الحبيبة , كما يؤرق نظامنا التعليمي فيما لو كان ينطق و يتحدث .

فعندما مُنع المعلم من تأديب الطالب و معاقبته على أي إساءة كانت تصدر منه , تمادى الطالب في الإساءة , بل و تجاوز ذلك بالإعتداء على المعلم نفسه و إهانته و بالإعتداء هو و ولي امره على إدارة المدرسة و ممتلكاتها .

تمادى الأمر لتنتقل فوضى السلوك داخل مدارس بناتنا ليقفن فوق سيارات الزائرين لمدرستهن يرقصن فوقها و يطلقن الالفاظ النابية و تشتهر على ألستهن عبارة " عصو و مصو " كناية على نوع من أنواع الأيس كريم .

كل ذلك يحدث أمام المعلم و على مسمع منه , دون أن يحرك ساكنا , خشية و رهبة من ردة فعل إدارة المدرسة فيما لو عاقبه و أهالي الطلبة .

من كان منا يجرؤ على غير الوقوف بإحترام امام المعلم عندما كنا بالمدرسة ؟

من كان يستطيع منا ان يتفوه بكلمة واحدة بذيئة امام المعلم ؟

هل كان أحدنا يجرؤ على الوقوف أمام مدارس البنات ؟

كنا ندخن السيجارة في حمامات المدرسة خشية و خوفا من المعلم .

من كان منا يضع " الجل و الواكس " على شعره كان يُنعت بأبشع الصفات و الألفاظ .

كان لنا اهل و عائلة كما لابنائنا الان . فلم يكن المعلم يخشاهم لان كرامته كانت محفوظة و حقوقه مقدسه و مكانته عالية و لان أبائنا وثقوا بالمعلم و حسن تربيته .

عندما كنا نُضرب و نُؤدب من قبل المعلم . كانت مدارسنا و جامعاتنا تُخرج مئات الألاف من الخريجين الواعين و المثقفين الذين ساهموا في بناء واحد من افضل الانظمة التعليمية في العالم العربي و ساهموا في بناء نهضة دول عربية عديدة .

فماذا سنعول على خريجي مدارسنا و جامعاتنا الان ؟

بنات يتسعكن في الشوارع قبل دخول المدرسة و بعد مغادرتها , طلاب صغار السن يدخنون علناً و على مرآى من المعلم , البعض يحشش الحشيشة داخل المدرسة , زي مدرسي ضيق يكشف مفاتن الطالبات حتى قبل بلوغهن .

امام ذلك , فقد ملعمينا رسالتهم و دورهم السامي في تنشئة و تربية الاجيال , فحولناهم بتلك السياسة من رُسل علم إلى موظفين لم يعد يهمهم سوى تقاضي راتبهم نهاية كل شهر , و لسان حالهم بات يقول " عمرهم ما تعلموا ؟!.

لقد افقدناهم دورهم و رسالتهم و كرامتهم . بعد ان أفقدتنا تلك السياسة اللطيفة و الناعمة اخلاق أبنائنا و قيمهم الإسلامية .

البيت وحده , يا صاحبة الجلالة , غير كاف لتربية أبنائنا . فهم يقضون نصف نهارهم في المدرسة و لا نستطيع ان نراقبهم جيداً , بعد ان حُرمنا من الرقيب و المُؤدب لهم ( المعلم ) .

أناشدك بالله , أن تصدري توجيهاتك لوزارة التربية و التعليم بالرجوع عن تطبيق هذه السياسة , التي لا تصلح لمجتمعنا و بيئتنا , التي تختلف عن طبيعة المجتمعات الاخرى التي كنت تحلمين بمحاكاتها .

أما لماذا أناشدك يا صاحبة الجلالة أنت شخصياً , فلأن وزراء التربية لدينا خانوكي و خانونا و خانوا الوطن , بعدم نصحك و بعدم مناقشة النتائج المدمرة للمجتمع جراء هذه السياسة . خانوكي عندما قالوا لك حاضر ستي , حاضر يا صاحبة الجلالة , خوفاً و خشية منكي على مناصبهم .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات