المنظورِ مستلهمين بفسيلةِ القلبِ المشدوه
أما والذي أماتَ وأحيا، والذي قدّر فسوى الوجوه، والذي أبكى وأضحك، والذي غفرَ وعفا سقطات العبدِ المزموه، إننا على يقينٍ بأنّ نواةِ القصرِ الهواشمِ سادةَ سؤددٍ مدونةٍ بشرع وتاريخ صدّوه، مسودين بالنبي الجدّ ذكرهم صدح بين طيّات مصحفٍ شريفٍ مطهرين من كلّ معبوه، أدغموها بخلقِ فراسةِ الشهرةِ بمواضعِ الكدّ المجبوه، فرسان في مطالع الحمى يستغنون على الأذى برمي رماة المطامع بمنكب كدّوه، أوهبوا حملَ الرسالةِ بصدورِهم فسلسلوها بعترة الحكمة وحمدٍ حمدوه، اسندوا عطاءَ ربّ البريةِ بتفسيرِ القرآنِ حكماً أنّ نهاية الدنيا سرابين مستقر الآخرة عدّوه، شدّوا على يد حليمهم وجليسهم الأمين متمنشقين بمقولة أننا لسنا أسياد الناس ولكن رجال منهم نحملهم على المحبة جُعداً، ومن حمل علينا فنحن مرشدوه.
ظالمٌ لنفسه يا أبا الحسين من سياسيي القصرِ من أوهمَ الناسَ بأنّه يعبدُ اللهَ أمامَك، وحقيقته أنّه ينهبُ عبادَ الله وتحته أصاغير الجنود، وغرابيب سود ساءهم ظنّهم أنّ المشكلة من يكون مع الله فوطرت آذانهم ودُنست قلوبُهم حينما لم يستحكموا القولَ أنّ المشكلةَ هي مع من يكون الله معه بعهود، يصطرخون آهاتٍ مفتونة بخلجاتِ أنفسِهم حقنت بقنص المخيخ من مخيمات لجوءِ الغربِ بحجةِ التثاقفِ مع العدوِ الحقودِ، يأفكون لنا سموماً ممتطين فطرَتنا السهود، يمسكون ثلةً منهم مرافعَ المناصبِ بحكومتنا فيّسهلوا محارمَ الوطنِ وقصدهم هدود، ويتفرعون تبديلاً بأقوالهم وأفعالهم بوسواسِ الشيطنةِ بين رُكام بيوتهم الموبئةِ الباردةِ ليستقنعوا الناظرين بأنّهم في خمود، يمكرون على لقمةِ عيشِ شعبٍ لم يسبق له أن صدرَ منهُ جحود، يمقتون مناظرنا ويستمطروننا نقداً لأنّ عقدةَ نقصِ الفطرةِ عندنا صحيحة وعندهم عليلة، وشفاؤها أضحى ميتاً مكانه مثلجة الحفظِ الجمود، يتمارون استكباراً بأقوال لفت النظر إليهم ليعودوا إلى مسلطة الحكومةِ ونبقى نحن رهنَ القيود.
لم ينتبهوا إلى نذيرِ الشعبِ ذي الخصال المعدود، أنّه لا يستوي شعبين أولُهما سائغ شرابه عذب فراته، وثانيهما ملح أجاج مجلود، يجددون البيعة اسماً عند قسم اليمين ثمّ تموتُ سريعاً بعد انتهاءِ عهدِ عبوديةٍ سلطويةٍ وفقدان سائل المال الزهود.
أفٍ لكم، يا أرخصَ الناس في سوقِ الأعاجم النخاسين ناكري خيراتِ الربِّ المعبودِ، وتباً لاستكباركم المهجّن فلا عجبَ منكم فمن رضيَ الرذيلة والتآمر والخديعة فقد اعتادَ على أن يكون مركوب مهدود، تأهبوا قريباً ستصلون بنارِ الوطنيّةِ حرّها سعير محفود، وذاكروا في كراريسكم أنّ كلّ بطّاح في السياسة من المستاسين له يوم بطوح منضود، وأنّ كلّ صعود يغلّفه الخذل والخنوع، لا بد له من نزول يتعدى الحدود.
ويحً لكم، تظنوننا لحماً طرياً فلحومنا من صقور الصحراء عضد غضود، عابثين بمطارة قرناس الذي استهواكم منظره فنحن القرانس حدودنا السماء وواحتنا أرض الأردن نصطاد فرائسنا التي تنصب شباكها، وتظنون أنّا عنها غافلون، ولكنا قومٌ صمود، نسبح في فلك فضائها نرقبُ بقع ثعالب الدُنس ونغطيه بحميم الورع ونقلعُ أشواكَ الوزعِ ثمّ نُقلعُ ونعودُ نلمحُ لمعانَ أسنّة الضرغام وجيشنا أبناءَ وطنٍ بجدٍ مجهود.
نذيرنا لكم، أنّ غضّ العود يسهل لفّه وأنّ عصيّ الجذع يصعب شلعه، فنحنُ وأياهما صنوان شبّه بموعد سدود، أبعدوا العبثَ عنّا لأنّ في الخبثِ حقدٌ مزود، واغسلوا أجوافكم من سوادِ الأمعاءِ وامسحوها بماءِ الوطنِ وبيّضوها بترابِ صحرائهِ المعهود .
إياكم وزجرُ فتى الأردنِ للوغى
فالمحذورُ يسهلُ وقتَ لهيبِ اللظى
يا ابن أمّة أبيها المصطفى
نسلُكِ الطاهرُ فينا هو المرتجى