الحفلة التنكرية في نهايتها!!

تم نشره الأربعاء 14 أيّار / مايو 2014 12:45 صباحاً
الحفلة التنكرية في نهايتها!!
خيري منصور

 

أسمع أحياناً من بعض القراء الأعزاء أن السياسة أتت على كل شيء، بل أفسدت كل شيء، وأصبحت الكتابة كلها مكرسة لها ولكواليسها وأحياناً لاسطبلاتها بكل ما تعج به من روث!

ولهؤلاء الحق كله وليس بعض الحق، فالهروب الى السياسة في كل المعالجات سببه الجهل بالقارات الأخرى من المعرفة لأن أسباب التخلف سايكولوجية واجتماعية وتربوية وثقافية، وما السياسة سوى المحصلة!

ولأن كلمة السياسة اتسعت وفاضت حتى شملت كل ما له صلة بالنميمة والمكائد، والاستعداء والوشاية فقد أصبحت تحتل كل ما يرمي اليها.

رغم أنها بالفعل ليست كذلك، انها ببساطة علم تغيير المجتمع وفقه تحولاته اضافة الى دورها في تنظيم أعقد العلاقات البشرية وهي علاقة الحاكم بالمحكوم!

وما يتصوره البعض سياسة قد يكون من ملكوت آخر خصوصاً وأن مفردة السياسة في لغتنا سيئة الحظ من حيث اشتقاقها فالسائس في نهاية المطاف ليس سياسياً لأنه يسوس خيولاً وليس بشراً لهم مطالب وأحلام وكوابيس.

وهناك نكتة سوداء سمعت بعض الأصدقاء يتداولونها في مصر حول سجين أخلاقي اغتصب طفلاً، وطلب ادراجه في خانة المعتقلين السياسيين لأنه سايس الضحية أي جاءها بالسياسة وليس بالعنف!

ان ندرة ما يكتب حول جذور التخلف سببه ندرة أخرى في عدد الناس الذين لهم صلة بعلوم مثل الانثربولوجيا وعلمي النفس والاجتماعي، لهذا تقدم لنا بعض الكتابات السياسية عيّنات نموذجية من تخلف يخفي قبحه تحت قناع!

وذات يوم وبالتحديد في اربعينيات القرن الماضي رصد الروائي جورج أورويل معظم ما يكتب بالانجليزية من نثر سياسي، وقال عنه عبارة نتحرج من ذكرها لأنها متعلقة بالخنازير وافرازاتها الكريهة.

ولو قام باحث عربي اليوم بتجربة مماثلة لذهب الى أبعد مما ذهب اليه أورويل، لأن المصارعة الآن ليست حرة فقط بل بلا حكام ولا مشاهدين.

وبامكان الهواة اعادة النظر في كروية الأرض ودورانها وفي كل ما كتبه أرسطو دون أي استهجان أو اعتراض، لكن هذه الحفلة التنكرية لن تدوم طويلاً، وقد مرّ التاريخ بمثلها، لكنه سرعان ما استعاد رشده.

وكما أن اللصوص يكرهون الضوء سواء كان من القمر أو الكهرباء لأن أيديهم تستطيل في الظلام فإن هناك أيضاً من الأشباه من تستطيل أقلامهم كلما ارتفعت نسبة الأميّة.

ولا نشك لحظة في أن هذه الفترة الأشبه بجملة معترضة في كتاب التاريخ تقترب الآن من نهايتها!!

(الدستور 2014-05-14)

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات