الملك : 120 ألف طالب سوري في المدارس الأردنية الحكومية
![الملك : 120 ألف طالب سوري في المدارس الأردنية الحكومية الملك : 120 ألف طالب سوري في المدارس الأردنية الحكومية](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/2acf8c24f9b51f9278f8fea048e904e7.jpg)
المدينة نيوز :- واصل جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى يوم أمس الأربعاء في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، أبرز ممثلي منظمات المجتمع المدني في الساحل الأميركي الغربي.
وأكد جلالته، خلال اللقاء الذي تناول أخر المستجدات الإقليمية والعالمية، حرص الأردن على العمل والتنسيق والتعاون المستمر مع جميع الأطراف والقوى الدولية الفاعلة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وبما يرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
واستعرض جلالته الموقف الأردني من الأزمة السورية، محذرا في هذا الصدد من مخاطر استمرار انسداد أفق الحل السياسي لها على الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وحذر جلالته من تداعيات الوضع السوري على دول الجوار والمنطقة ككل جراء تصاعد حدة العنف والاقتتال وتفاقم معاناة الشعب السوري ودفعهم للجوء عن بلادهم، ما شكل تحدياً كبيراً لدول الجوار، خصوصاً الأردن الذي يستضيف نحو 3ر1 مليون منهم على أراضيه.
وأشار جلالة الملك إلى حجم الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها الأردن جراء استضافة اللاجئين والتي انعكست على التوازنات الاجتماعية من جهة، وزادت الضغط على البنية التحتية والخدمات من جهة أخرى، خصوصا في مدن محافظات شمال المملكة.
ولفت جلالته إلى الحجم الكبير والمتزايد للضغوط التي يواجهها الأردن، نتيجة لما تتعرض له موارده وإمكاناته المحدودة أصلا في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، ما يتطلب دعماً أكبر من قبل المجتمع الدولي ومختلف الجهات الإقليمية والدولية المانحة، ليتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للاجئين السوريين.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك أن خدمات الصحة والتعليم تتعرض لضغوطات كبيرة، تتعامل معها المملكة بكل كفاءة لضمان استمرار تقديم الخدمات للمجتمعات المحلية، إضافة إلى اللاجئين، حيث عملت وزارة التربية والتعليم على رفع نسبة المدارس التي تعمل بالفترتين إلى 41 بالمئة لاستيعاب الطلبة السورين في المدارس الأردنية.
ولفت جلالته إلى أن عدد الطلاب السوريين الذين استوعبتهم المدارس الحكومية الأردنية بلغ 120 ألف طالب "ولازال الآلاف منهم على قائمة الانتظار". وقال جلالة الملك "الأردن يتعامل مع الأزمة السورية حسب الاستطاعة، وبكل كفاءة رغم صعوبة الظروف"، مؤكدا ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي المساعدات للمملكة للتعامل مع تداعيات أزمة اللجوء السوري.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام وإيجاد حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد جلالة الملك مجددا على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة دعم ومساندة كل الجهود لحلها بشكل عادل ودائم، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويلبي تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفق حل الدولتين.
وأشار جلالته في هذا الإطار إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لمسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لتعالج جميع قضايا الوضع النهائي، بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وعلى صعيد عملية الإصلاح الشامل التي تنتهجها المملكة، استعرض جلالته خلال اللقاء الخطوات التي قطعها الأردن في هذا المجال، والتي بدأت بالتعديلات الدستورية، ورسخت مبدأ الفصل والتوازن بين السلطات؛ واستحداث مجموعة من المؤسسات الدستورية والرقابية ومنظومة نزاهة وطنية متكاملة، بما يلبي طموح الأردنيين والأردنيات وتطلعاتهم في مستقبل أفضل.
وأكد جلالة الملك أن الخارطة الإصلاحية في الأردن، تسير بثبات وتدرج، وتهدف إلى تعزيز مسيرة التنمية والتحديث والتطوير، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وصون حقوق المواطنين وحرياتهم.
وشدد جلالته على أن التحديات الإقليمية التي شهدتها المنطقة في مرحلة الربيع العربي، شكلت فرصة كبيرة للأردن للمضي في مسيرته الإصلاحية بجميع جوانبها، لافتا إلى أن المملكة تمتاز بنعمة الأمن والاستقرار التي عززها وعي الشعب الاردني وحسهم بالمواطنة الإيجابية الفاعلة.
وقال جلالة الملك إن الأردن يلعب دورا مهما في صنع السلام في المنطقة والعالم، ويقود جهود تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، "الذي نحتاجه في هذا الوقت الذي يزداد فيه التوتر والعنف"، منوها جلالته إلى القيم الايجابية التي يتمتع بها الأردنيون والأردنيات، والتي هي جزء أصيل من الثقافة الوطنية الأردنية الجامعة.
واستعرض اللقاء مجمل التحديات التي تواجه المملكة خصوصا الاقتصادية منها، والمرتبطة لحد كبير بقطاعات الطاقة والمياه والنقل.
بدورهم، أعرب ممثلو منظمات المجتمع المدني في الساحل الأميركي الغربي عن تقديرهم لدور وجهود جلالة الملك المستمرة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتعامل الأردن العقلاني والحكيم مع مختلف التحديات في المنطقة، ورؤية جلالته الإصلاحية نحو أردن حديث ومتطور وأكثر ديمقراطية.
وأشادوا بقدرة ومرونة الأردن، بقيادة جلالة الملك، على التعامل مع التحديات بما يحمي مصالح الشعب الأردني، ويحقق مستقبلا أفضل له.
كما أعربوا عن فخرهم الكبير والعميق لاستقبال جلالة الملك "لدوره المهم في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الأمن فيها".
وقدم ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن اندرو هاربر عرضا حول أوضاع اللاجئين السوريين في المملكة والخدمات التي تقدمها لهم الحكومة الأردنية في مختلف المجالات.
وأكد أن الأردن يمثل واحة أمن واستقرار في منطقة تشهد تزايدا في الاضطرابات، منوها إلى التسهيلات التي تقدمها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين على أراضيها.
وقال إن ما يعاني منه السوريون ولجوئهم إلى دول الجوار، خصوصا الأردن، يعد مشكلة عالمية يجب على الجميع التعامل معها، لا أن نلقي بالأعباء على دول الجوار وحدها.
ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة للأردن لمواجهة الاحتياجات الإنسانية والأساسية للاجئين السوريين في المملكة، خصوصا في مجال الصحة والتربية والتعليم.
وتم خلال اللقاء عرض فيلم أمام ممثلي منظمات المجتمع المدني في الساحل الأميركي الغربي، يصف معاناة اللاجئين السوريين في الانتقال من مناطق النزاع السورية إلى المملكة، والجهود الإنسانية التي تبذلها الأجهزة، خصوصا القوات المسلحة الأردنية، في التعامل مع جموع اللاجئين، والخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية التي تقدم لهم في المخيمات.
وقال منظم اللقاء, أحد أعضاء منظمات المجتمع المدني الأمريكي مارك بورنتي، إن الأردن بفضل جهود جلالة الملك، والشعب الأردني الكريم، يعد واحة تمنح الأمل للمنطقة بأسرها، وأزمة اللاجئين السوريين أزمة حقيقية بحاجة إلى أن يتحمل العالم كله مسؤولياته تجاهها.
وأضاف أن المستقبل بالنسبة للسوريين مظلم؛ فالأطفال بدون تعليم، وستؤدي الأزمة السورية إلى تحطيم الثقة، وستدفع حالة العداء إلى زعزعة أمن المنطقة ككل، معربا عن أمله أن يوصل الإعلام رسالة إلى المجتمع الأميركي حول حجم المساعدات التي يحتاجونها من العالم، ومقدار ما يتحمله الشعب الأردني من أعباء نتيجة استضافة اللاجئين السوريين.
وقال ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن اندرو هاربر ، إن لقاء جلالة الملك مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في أميركا شكل فرصة لإيصال رسالة لقيادات المنظمات الأميركية حول الدور الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك، في تقديم الحماية والرعاية لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين رغم شح الموارد والإمكانات.
وأكد أن الأردن يقدم أكثر من المتوقع للاجئين السوريين، ومواصلة هذا الدور، يحتاج إلى توعية المجتمع الدولي باحتياجات الأردن لمواجهة أزمة اللاجئين وأهمية استمرار تقديم الدعم من قبل منظماته ومؤسساته.