لا غالب ولا مغلوب مناظرة النسور ولاجارد

تم نشره الجمعة 16 أيّار / مايو 2014 12:09 صباحاً
لا غالب ولا مغلوب مناظرة النسور ولاجارد
د. فهد الفانك

خلال مؤتمر بناء المستقبل – الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي الذي نظمه صندوق النقد الدولي ، شهد الحضور مناظرة ضمنية بين رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور ورئيسة صندوق النقد الدولي لاجارد حول الدور الذي يقوم به خبراء صندوق النقد الدولي.

الرئيس وصف ممثلي الصندوق بأنهم كالمحاسبين ، يهتمون بالأرقام ، ويركزون على عجز الموازنة وحجم المديونية ونسبة التضخم ، ويهملون النمو الاقتصادي والاعتبارات الاجتماعية.

كان من الطبيعي والمتوقع أن ترد لاجارد وتنفي أن يكون مندوبو الصندوق كالمحاسبين ، وأعطت أدلة لإثبات ذلك ، ومنها الاهتمام بموضوع اللاجئين السوريين ، وتحفيز النمو ، ومعالجة الفقر وإيصال الدعم لمستحقيه.

وهنا نلاحظ كجملة معترضة أن الطرفين استخدما صفة المحاسب كشتيمة ، الامر الذي يجب أن يثير انتباه نقابة المحاسبين والمدققين ويطالبوا بالاعتذار!.

ليس مهماً من يكون على حق ، رئيس الحكومة أم رئيسة الصندوق ، فقد سجل الرئيس نقطة سياسية لصالحه عندما أخذ موقف الناقد للصندوق وتعامل معه على أساس الندية ، ودل على أن السياسة الاقتصادية في الأردن تقررها الحكومة وليس الصندوق ، وأن الصندوق كالطبيب يقدم نصائح غير ملزمة ، ولكنه لا يستطيع وضع الحكومة في جيبه وأن يقرر ما يراه مناسباً بحيث لا يكون أمام الحكومة سوى السمع والطاعة وإلا...

نزعم أن كلاً من الجانبين لديه وجهة نظر محترمة ولها أنصار ومؤيدون ، فهناك مدرسة اقتصادية تنادي بالضبط النقدي والمالي والتركيز على الموازنة والمديونية والتضخم ، ومدرسة أخرى تعطي الأولوية للنمو الاقتصادي والاعتبارات الاجتماعية ، وتسمح بالتوسع في الإنفاق العام لمحاربة الفقر وخلق فرص عمل.

الحكومة الأردنية لا ترفض سياسة الضبط المالي بدليل توقيعها كتاب النوايا الذي يلبي شروط الصندوق الرقمية ، ولكنها تريد التوفيق بين المدرستين بقدر من التوازن. والمهم في الحالتين عدم التطرف ، فلا تسمح الحكومة لنفسها بالتورط بالمديونية الثقيلة بحجة النمو ، ولا يتم خنق النمو الاقتصادي بحجة سد العجز في الموازنة.

لا خلاف جوهري بين الجانبين ، ومن حق كل منهما أن تكون له أولوياته ، وما على الحكومة إلا أن تفي بمتطلبات الصندوق من جهة ثم تفعل ما تستطيع لتحقيق أعلى درجات النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية من جهة أخرى ، بحيث لا يهمل الصندوق النمو والعدالة ، ولا تستهين الحكومة بالعجز والمديونية.

( الرأي 16/5/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات