آه يا أرض المطار

تم نشره السبت 17 أيّار / مايو 2014 01:52 مساءً
آه يا أرض المطار
هادي جلو مرعي

في أول التغيير كانت الرحلات الجوية من والى مطار بغداد الدولي محفوفة بالخجل نتيجة الإجراءات غير المقنعة المتبعة في إدارة المطار العتيد وكانت القوات الأمريكية تحتل بغداد للتو ووضعت عددا من طائراتها العملاقة في مدارج منه وإستولت على بعض القاعات الكبرى، وكان طيران المدنيين كطيران العسكريين سوى إن لون الطائرات مختلف ،في واحدة من تلك الرحلات كان معي صديق اكاديمي منفعل على الدوام وهو يقف بقوة في مواجهة الأخطاء ولايكتم إنفعالاته، وفي الرحلة التي كان يفترض أن تنطلق من مطار بغداد عند الساعة الخامسة مساءا تعطلت المواعيد ومضت الطائرة التي عليها ان وصديقي لكننا لم نكن عليها وأبلغونا بذهابها، وبدأت مرحلة الإصرار على اللحاق برحلة تقوم بها طائرة ثانية الى ذات البلد الذي نقصده، وحين نجحنا لم نكن نتصور إننا سنضرب في العمق وسنهان فقد تم شحننا الى البلد الذي نريد بينما شحنت أغراضنا وحقائبنا الى بلد آخر وصار صديقي يلطم على رأسه حين وصلنا عاصمة الدولة المقصودة فحقائبنا في عاصمة أخرى لانعرفها ، كانت لصديقي حقائب ممتلئة عن بكرة خالتها بالأغراض والهدايا لعائلته التي سبقته هربا من العنف الطائفي وجنون المجموعات المسلحة الذاهبة بنا الى المجهول والراغبة بتحويل الوطن الى مقبرة أخرى مشابهة للتي تعودناها منذ عرفنا بلادنا.

بعد ستة أشهر كاملة ذهبت الى المطار وكانت الرغبة والأمل حاضرين في نفسي أن أجد حقيبتي العزيزة التي إشتريتها من مونتريال بخمسة وأربعين دولارا كنديا، ورغم صغرها إلا إنها كانت تكفيني دائما، بينما بقيت في الذاكرة حسرة الصديق الذي فقد الحقائب المملوءة بالهدايا والأغراض الثمينة ومنها مايحتفظ لها بذكريات جميلة لأيام خلت، فوجئت حين دخلت المقبرة بحقيبتي قريبا من رأس الموظفة التي وصفتني بالمحظوظ، وقلت، يالتعاسة وبؤس صاحبي لو إنه يدري إني وجدت الحقيبة، بينما ذهبت حقائبه الى مقبرة التاريخ والذكريات الأليمة.

رحلات تنتهي الى الفشل، مواطنون يبيتون لأيام في المطار، مواطنون عالقون في بلدان أخرى من العالم لعدم توفر طائرات تعود بهم الى الوطن، قصف بالهاونات في محيط المطار قوات أمريكية تتواجد في داخله وتحتل بعض المدارج والقاعات وأوكار الطائرات، لاتصليح للعطب لاإدام، لا عمل منظم، وكنا ننتظر ونأمل بالتغيير. أمس وعلى متن الجامبو 747 المتوجهة غربا طلب إلي أحد المسؤولين في الطائرة الصعود الى الطابق الثاني والجلوس في مقعد وثير، بين حين وآخر يسألك أحدهم عن رغبة ما، فوجئت إن الكثير من الأمور تغيرت، هناك 25 طائرة من نوع جامبو وآيرباس وأرسي جي تذهب الى مختلف الوجهات ،مومباي ودلهي وطهران وبيروت ودمشق وعمان ومالمو وإستوكهولم ولندن وكوبنهاكن وفينا وكوالالامبورووووو، سعدت كثيرا فالمدارج للطائرات المدنية والمطار يزهو بمافيه من تغيير جميل. حتى مدخله الموغل في الخضرة والحدائق كان إشارة الى تطور لافت.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات