ناخبون بلا أصوات

تم نشره الأحد 18 أيّار / مايو 2014 01:40 صباحاً
ناخبون بلا أصوات
خيري منصور

تنفرد مصر عن بقية العالم العربي بأن احداثها المحلية سرعان ما تتمدد خارج حدودها لتصبح مثارا للسجالات في النطاق، ويصل هذا التمدد ذروته في الانتخابات الرئاسية والتي نشهد هذا الاسبوع نموذجاً منها ومن النادر ان نجد عربيا من الماء الى الماء لا يبدي رأياً بهذا المرشح أو ذاك، فمعظم العالم العربي رغم انهماكاته المحلية وشجونه شهد اللقاءات المتلفزة مع السيسي وصباحي وكان لكل واحد موقفه في ضوء مرجعياته السياسية أو الايديولوجية، لهذا يمكن النظر الى عشرات الملايين من العرب على أنهم ناخبون لكن بلا صناديق أو أصوات وما نسمعه في الشارع والمقهى والجامعة والجريدة من حوارات حول الانتخابات المصرية يرسخ لدينا الاعتقاد بأن مصر رغم كل ما أصابها من انحسار وانكفاء خلال عدة عقود لم تفقد جاذبيتها القومية، وهناك تعويل عربي على نهوضها تماماً كما أن هناك مخاوف من العكس.

وقد يسيء البعض تفسير شعار مصر للمصريين الذي أطلق قبل ما يقارب القرن، فليس معناه اعلان القطيعة عن السياق القومي، والمقصود هو المستعمر البريطاني الذي نهب ثروات البلاد ونكل بالعباد، اذن تكون مصر للمصريين في أزمنة كتلك التي ولت بلا رجعة، لكن مصر المستقلة هي للعرب كما أن العرب لها، وقد اتضح ذلك في عدة أزمات سياسية واقتصادية وحتى طبيعية كالزلازل!

العرب ناخبون في مصر لكن بلا أصوات أو حواسيب، وحين تخرج مصر من أزماتها سيصبح المصريون أيضاً ناخبين بلا أصوات في كل المواسم الانتخابية العربية.

هذا النمط من الانتخاب الرمزي تشكل أمزجة سياسية واحيانا اعلامية اضافة الى نموذج مصري خالد في الذاكرة العربية هو عبدالناصر.

لهذا ليس مفاجئاً أن يتقاسمه المرشحان الوحيدان اليوم للرئاسة المصرية، وشعارات العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية والرغيف النظيف ذات مرجعية ناصرية بامتياز، لكن ما يجب التنبيه اليه أو على الأقل التذكير به هو أن الأزمنة تتغير ولا يبقى من الماضي غير شحنته ورمزيته، ولا يستهان بهذا الميراث الوطني.

نعرف أن تلك العقود العجاف باعدت بين العرب، بل شهدته حروباً بينية ونزاعات حدودية وما يلوح الآن في الأفق القومي هو أشبه بالبشارة لأنه يوقظ الاحساس بكل القواسم المشتركة، وبأن التصدع الذي أصاب الأمن القومي بحاجة الى ترميم عاجل!

ولا أظن أن هناك قارئاً لهذه السطور لا يعبر عن انحيازه لهذا المرشح أو ذاك في مصر.. حتى لو كان ناخباً بلا صوت أو صندوق!

(الدستور 2014-05-18 )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات