وطني ماذا أقول؟؟
كم أنت كبيريا وطني ؟وكم أنت حي تنبض حيوية ونشاطا وألقا برغم ما يفعله بك الجزاروان وكثرة السكاكين المشرعة في وجهك ؟ برغم ما يسرقه منك لصوص المناصب ، برغم ما يفعله بك الفاسدون ، برغم ما يقترفه بحقك المتنفذون ، و برغم ما صنعه ذوي الأيادى الطولى في النهب والإبتزازوالفساد ، ولكنك شامخ بكبرياء رغم الطغاة والفاسدين باسطا ذراعيك الحنونتين لجميع أبناء الوطن ، حتى من يحاول أن يغرس سكينه في كبدك يا وطني فإنك تحنو عليه كأم رؤوم ، فنعم الوطن انت برغم ألم المصاب ، وبرغم هول الفاجعة.
فيا وطنا سرقوا منك وهج الشمس ، وأخذوا منك دفء المحبة ونبل المشاعر ، وبعثروا خيراتك فوق تلال عهرهم ، وأضاعوا مقدراتك لمن هب ودب، ومنحوا خيرك للغير ، وتركوا شعبك الوفي يئن ولا مجيب ، ستبقى صخرة عصية على هؤلاء العتاة الفاسدين ، وستظل النبراس ، وستكون المنارة التي تدل اليها التائهين في عتم لياليهم وضياعهم في مواخير العالم مستمتعين بلهو فجورهم وفسقهم لأن المال الذي ينفقونه لم يتعبوا في في الحصول عليه بتعبهم بل بسرقتهم له ونهبه إياه .
لقد ساوموا لصوص العالم على حباتٍ من ترابك المضمخ بدماء الشهداء ، من أجل حفنة من مال ظنا بأنها ستنفعهم يوم لا ينفع مال ولا بنون ، جلبوا خبراء كما يزعمون لمناصب وكأن الوطن أجدب من أصحاب العقول ، وأصحاب الفكر، حطموا مهج الأرواح بجبروت سلطتهم الزائلة ، ونسوا أنهم يوما ما سيرحلون ، بلا رجعةٍ ، ولن تأسى عليهم نفسٌ محبةٌ زُرعت وجبلت مع تراب الوطن .
اشبعونا بزيف نفاقهم وكذبهم من انهم يحملون هم الوطن ويحسون بألم المواطن المفجوع بقوت أسرته ، شكلوا هيئات!! كونوا جمعيات !!لجان!! سوقوا لما يدور بخلدهم بمسميات لا تخطر على قلوب البشر ، ليغرسوا خناجر حقدهم في رحم الوطن الذي يئن ويئن من كثرة الجراح ولكنه صابر محتسب .
مديونية الدولة لا تتوقف عن الإرتفاع ، ولا نجد من يفرمل هذا الشقاء بمحبة وصدق، ويوقف هذا الغلاء ويبدد هذا العناء، وحين تستمع إليهم لا يقنعونك بما ينظرون ويسوقون.
يتباكون على مقدرات الوطن التي نهبت ، والتي سرقت ، والتي تبددت لفلان وعلان، مياه جوفية تسرق ، فوسفات ينهب ، كهرباء على إرتفاع وأسعارها تصعق. مؤسسات الدولة أضحت للغير مشرعة بطمع و جشع من لا يشبع ، ونتحسر على أن السماء لا تمطر ، وان الأرض لا تنبت !! .
قلبي مدمىٌ من هول ما نرى ونعاني ، حين نجد من يتغنى بحب بلد ثان لإنه يحمل جنسية دولة أخرى والأردن محطة ترحال يغادرها حين يحس بأن القاضي عليه سوف ينادي .
حقائب سفرهم جاهزة وأرصدتهم في بنوك العالم متخمة ، ما همهم الأردن وما يعاني؟ فكيف منهم يحب وطنا وهو له ناكر ولا يهمه منه بقدر ما يأخذ ولا يعطي؟
سلبوا راحة بال عجائزنا ، وحمّلوا شيوخ وكبار السن احمالاً تنؤ منه الجبال ، وحطموا آمال الشباب النابض حيوية ونشاطا ، ورغبة في العمل والعطاء حتى باتوا يحسون بفرحة لفرصة سانحة لمغادرة الوطن والرحيل والهجرة لإصقاع العالم .
ماذا أقول لأحفادي غدا عنك يا وطني ؟ ماذا اقول إذا ما سألوني هل كان حالكم في الزمن الفاني كحالنا اليوم ؟ ماذا اقول لإطفال يعتقدون اننا جبلنا على الذل والهوان؟ ماذا أقول عن بطولات من رحلوا وكانوا أباة في وجه الطغاة المعتدين ؟ ويوم سطروا بطولات فوق ثرى فلسطين ؟ ويوم إستماتوا دفاعا عن أرض الغور في معركة الكرامة ، وأعادوا للوطن الهيبة والكرامة ، وأما اليوم فنحن اليوم أذلة خانعين ؟ ماذا أقول عن الشرف، والصدق، وعن الشهامة المفقودة؟ التي كانت تطرز الجباه وفوق الهامات مرفوعة ،ويوم كان الأردن و الأردني فخرا بين جيرانه من البلدان!! ؟؟ .