أيهما أشد خطراً ؟
لطالما طرح بعض القائمين على مؤسسات المجتمع المدني الأهلية وبعض المؤسسات الحكومية بطرح مواضيع حيوية هامة تضع الإصبع على جرح عميق يؤلم ويسيل منه دم الوجع ,لكن لطالما كانت الكثير من الطروحات والعديد من تلك البرامج أقل أهمية مما يقابلها من عناوين, فكانوا يطرحون الأمر الخطير على المجتمع بآثاره(من وجهة نظرهم) إلا أنهم كانوا يتركون الأشد خطراً ,ولطالما نلفت نظر بعضهم حسب تخصص هيئاتهم للأمر الجلل إلا أن العناد يصاحبهم لأن بعض البرامج لديهم ممولة من جهات تفرض برامجها عليهم أو من أشخاص متنفذين عليهم ويطرحون ما يريدون ..وما يريدون فقط.
من تلك البرامج آخر ما بات يطرح ويتجول من عناوين يحاول الحد من تزويج الفتاة بالسن المبكر مرجعين ذلك (حسب ما جاءهم معلباً) إلى الاتجاه نحو تطليق الفتاة مبكراً حيث أن الصغيرة ـ حسب تسميتهم لها ـ لا تستطيع فهم مقاصد الزواج ولا تقدر على القيام بمهام الزوجية مما سيودي بها الى الطلاق .
نقول لهؤلاء من هي الصغيرة ؟ الفتاة فوق ال15 عاماً ليست صغيرة وإن منحها القاضي الإذن فبالشرع وبالقانون وأضف اليها التشريعات الناظمة التي فرضتموها كناشطين قانونيين فهي ليست صغيرة , وهي ليست قاصراً , فكيف بمن تحبل وتعي شؤوناً كثيرة من وصفها بالصغيرة؟! إن من تُطلَّق وهي صغيرة ليس العيب والسبب في ذلك سنها , بل بتوجيه الأهل لها وهذا يحصل مع من يتزوجن في سن متأخرة ,فكم من كبيرة حسب وصفكم للصغر والكبر كانت قاصراً في عقليتها وسلوكها مع شريكها التي حلَّت عرى شراكتها معه لأنها لا تعي المقاصد للزواج؟!.
إذن القصور ليس في السن الذي تدعون وإنما في فكر الفتاة التي اكتسبته من بيئتها المكونة من البيت والعائلة الممتدة المحيطة بها والتي تؤثر على تفكيرها.
الدعوة الى الحد من تزويج الفتاة في سن مبكر وهي قادرة على الزواج خطأ أمام ترك الدعوة للحد من تأخير سن الزواج ,فبالله عليكم كم من صغيرة طُلِّقت؟! الجواب حالات قليلة فها هي الكثير من حالات التزويج المبكر ناجحة وتعيش في حياة هانئة وبسعادة.
أما مسالة تأخير سن الزواج وهي المشكلة الأعظم لدى فتيات الهيئات المنظمة أنفسهن ـ على الصعيد الشخصي لهن ـ فهي ليست على أجندتهم بمكان , أليس تأخير سن الزواج الى ما بعد الثلاثين والاربعين من عمر الفتاة أشد خطراً على المجتمع من تزويجها في سن ال طعش؟ بلى وألف بلى , لماذا لا تتجرأون لطرح برامج تحد من العنوسة ـ وهي لفظة صحيحة لكلا الجنسين المتأخرين في الزواج ـ حيث أنها المسبب أحياناً للطلاق بعد تشكل عقلية خاصة قد تكون صعبة للفتاة بعد مضيها سنوات طويلة من عمرها تكون قد تشكلت لديها طريقة تفكير خاصة للزواج يصعب للرجل العيش معها ,ثم أن الطلب على الزواج من هذا السن يقل إلا من متدني المواصفات من الرجال ـ حسب وصف الفتيات ـ طبعاً للمواصفات.
أرى أن الاشد خطرا علينا هي مشكلة العنوسة وتأخير سن الزواج أكثر من خطورة تزويج الفتاة في سن مبكر , فغالبا ما تنجح المتزوجة في سن مبكر وذلك افضل لها من ان تبقى تكبر وتكبر حتى لا تتزوج وبالتالي تصبح نسبة القنابل الموقوتة في مجتمعنا أكبر وأكثر عدداً , والمتعبات نفسياً أشد وأوسع انتشاراً.
عالجوا المشكلة الأشد خطراً واتقوا الله في برامجكم ووقتكم ووقت الناس والنفقات التي تنفق على برامج وندوات لا تخدم المجتمع بل قد تضره.
أحكيلكوا شغلة كمان ...أنا سأطلق حملة للدعوة للزواج المبكر لكلا الجنسين لنحاصر العنوسة في مهدها . وأقصد المبكر غير القاصرين في السن وهذا يبدأ من سن 15 وطالع.