التخاصية والمديونية

تم نشره الأحد 25 أيّار / مايو 2014 02:18 صباحاً
التخاصية والمديونية
د. فهد الفانك

من أغرب الملاحظات الاستنكارية التي أبداها البعض أن التخاصية فشلت بدليل أنها لم تحل مشكلة المديونية، فلماذا واصلت المديونية ارتفاعها بالرغم من التخاصية.

في هذا المجال لا بد من ملاحظة أن التخاصية لا ترتبط بالمديونية، ولا يتوقف تطبيقها على ما إذا كان البلد دائناً أم مدينأً، وقد جرت عمليات تخاصية في بلدان مصدرة للبترول ولديها فوائض نقدية، فالمقصود من التخاصية أن الحكومات ليست مؤهلة لإدارة شركات صناعية أو تجارية أو فندقية إلى آخره.

يذكر ان حصيلة التخاصية في الأردن التي تمت خلال 12 عامأً، لم تزد عن 7ر1 مليار دينار، وقد استعمل 5ر1 مليار دينار منها في تسديد ديون خارجية بعد الحصول على خصم يتراوح حول 11%. أي أن أرقام المديونية التي نعرفها كانت ستزيد بمقدار 68ر1 مليار دينار لولا استعمال الحصيلة في التسديد المسبق لجانب من المديونية، ويبقى المبلغ نقطة في بحر المديونية التي تزيد اليوم عن 12 ضعف حصيلة التخاصية.

الحقيقة أن التخاصية لم تؤدِ لتخفيض المديونية بمقدار 68ر1 مليار دينار وفوائدها فقط، بل خفضت أيضاً الحاجة للمزيد من المديونية بمقدار 5ر3 مليار دينار تمثل الإيرادات التي حصلت عليها الحكومة خلال 12 سنة من الشركات بعد تخاصيتها بصورة أرباح ورسوم وضرائب، أي أكثر مما كانت تلك الشركات تقدمه للخزينة قبل التخاصية حيث كان بعضها عبثاً وليس رافداً.

كذلك فإن الإدارات الجديدة للشركات المخصصة استثمرت مئات الملايين من الدنانير في التوسع والتطوير، وهو ما كانت الحكومة لن تفعله لو ظلت مالكة لتلك الشركات ومسيطرة عليها. يكفي أن نتذكر حالة التلفونات (الصيفية) التي كانت فترة الانتظار للحصول على أحدها تتراوح بين خمس إلى تسع سنوات وتحتاج للواسطة.

الملاحظة الغريبة الأخرى التي نقف عندها أن بعض نقاد تقرير لجنة تقييم التخاصية يعيبون على التقرير بأنه علمي وأكاديمي، فالمطلوب في نظرهم الإجابة على أسئلة الشارع عن (الأموال المنهوبة) وهو اصطلاح محبب للبعض دون أن يكون لديهم شيء سوى الإدعاء بأن الشركات بيعت بتراب المصاري مع أن تقييمها تم على أيدي اكبر بنوك العالم. صحيح أن أسعار أسهم البوتاس والفوسفات ارتفعت بعد التخاصية ولكن أسعار أسهم الإسمنت والملكية الأردنية هبطت وحقق المستثمرون فيها خسائر رأسمالية وجارية.

(الراي 2014-05-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات