مهندسة أردنية تتبرع بشعرها للسوريين
المدينة نيوز :- نشرت صحيفة " الشرق الأوسط " تقريراً حول فتاة أردنية تعمل مهندسة تبرعت بقيمة شعرها لضحايا السوريين .
وتالياً نص التقرير :
منذ بدء النزاع السوري قبل ثلاثة أعوام، شرعت وسائل الإعلام في عرض مبادرات مختلفة من نوعها تضامنا مع الشعب السوري.
ودرجت مؤسسات وأفراد على حد سواء على استحداث تقليعات تتضامن فيها تارة مع أطفال سوريا، وتارة أخرى مع الشعب. ففي البرازيل، نظم مهرجان جمعت خلاله تبرعات للأطفال، وفي باريس عاصمة النور أضيء برج إيفل. وفي لندن، لطالما يلاحظ مستقلو محطات مترو الأنفاق ملصقات الدعم الداعية إلى التبرع وإقامة مناسبات متنوعة لجمع التبرعات وعرض أفلام وثائقية. وفي جانب الأعمال الفردية، صمم تشكيلي هندي تمثالا من رمال البحر، ودأب مشاهير في إطلاق نداءات، مثل عالم الفيزياء العالمي ستيفن هوكينغ، وملالا يوسف زاي الباكستانية وزياراتها إلى المخيمات أسوة بالممثلة الأميركية الشهيرة أنجلينا جولي.
لم تكن ليا ذات الـ23 ربيعا يوما ما مهتمة بالسياسة، بيد أن الوضع في سوريا أثر فيها كثيرا، فقررت التخلي عن شعرها، وحلقته كاملا، تعبيرا عن مساندتها للشعب السوري.
وقالت ليا إن «خسارة شعري مرتبطة بخسارة جزء كبير من مظهري.. وبينما يخسر السوريون أرواحهم وأحبابهم ومنازلهم يوميا؛ أردت أن أشعر ببعض معاناتهم.. ولأنني غير قادرة على القيام بحملة جمع تبرعات، فقد قررت أن أخسر شعري الذي أعتز به».
«هاند إن هاند فور سوريا» أو «يدا بيد من أجل سوريا»، جمعية أسستها مجموعة من البريطانيين من أصل سوري، وفتحت مكاتب لها بتركيا، يعمل فيها الكثير من المتطوعين داخل وخارج سوريا لإغاثة المتضررين من النزاع الدائر، وتحرص على توفير الطعام والعناية الطبية من خلال تبرعات تجمعها حول العالم على موقعها الإلكتروني.
وشرحت ليا على صفحة الحملة الإلكترونية أن هدفها جمع 500 جنيه إسترليني من المتبرعين لحلق شعر رأسها، حيث إن الريع سيذهب لجمعية «هاند إن هاند فور سوريا»، وأما شعرها الكثيف المحلوق فستتبرع به لـ«ليتل برينسيس تراست» أو «صندوق الأميرة الصغيرة» من أجل أن يستخدم لصنع باروكات للشعر الطبيعي لمريضات السرطان اللائي فقدن شعرهن إثر العلاج بالكيماوي.
لم تكن ليا تعتقد أن مبادرتها - التي كانت من وجهة نظرها شخصية صغيرة - ستسبب صخبا وجدلا وتوعية بالشكل الذي حصل. وتقول «كان هدفي الأولي أن أجمع 500 جنيه، لكن بعد مرور بضعة أيام على حملتي انهالت علي التبرعات وقررت رفع سقف طموحي إلى 1000 جنيه، وجمعت المبلغ في أقل من أسبوعين!». وتتابع «عندما أعلنت عن حملتي تلقيت ردودا مختلفة. البعض أيدني إلى أبعد الحدود، إذ أرسلوا لي صور فتيات فاتنات من المشاهير برؤوس محلوقة لتشجيعي، لكن البعض الآخر عرض أن يدفع لي حتى لا أحلق شعري.. وكنت قلقة من ردود فعل الأردنيين بالذات خوفا من المعتقدات التقليدية بأن الفتاة التي تحلق شعر رأسها مسترجلة أو مريضة أو ثائرة على المجتمع.. لكن دعم المقربين لي زاد من ثقتي في قراري.. وتلقيت دعما كبيرا ماديا ومعنويا من السوريين المقيمين في المملكة المتحدة». وفي اليوم الأخير لحملتها، استطاعت ليا جمع نحو ثلاثة آلاف جنيه إسترليني، أي ثلاثة أضعاف هدفها، ونشرت صور حلق شعرها على صفحة الحملة. وعبرت ليا عن قلقها بأن ما فعلته يعد جزءا يسيرا من عملية أكبر، ولم يكن بهذه الأهمية؛ لأن الكثير من الجمعيات الخيرية تجمع أموالا أكثر بطرق أسهل. لكنها عندما تواصلت مع جمعية «هاند إن هاند فور سوريا» بعد انتهاء الحملة، أكدت لها أن الكثير من متابعي الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا وتأثروا بما فعلت، وتمنت بالفعل أن تكون أسهمت ولو بالجزء اليسير.
وتقول الجمعية في أحد منشوراتها «15 جنيها إسترلينيا كافية لشراء معدات طبية في سوريا لوقف نزف جريح قد يكون مميتا، و50 جنيها كافية لإطعام عائلة سورية لمدة شهر كامل، و100 جنيه تكفي لإيواء عائلة لشهر.. كل تبرع مهما بلغت قيمته قد يحدث تغييرا».
وختمت ليا حديثها قائلة «خصلاتي ستنمو من جديد.. لكن موطن السوريين هل سيعود إليهم يوما ما؟».