وفاة مراهق أردني تعذيباً في السجون السورية
المدينة نيوز :- تلقت أسرة الطفل قصي عايد كاين المساعيد البالغ من العمر 14 عاما ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة ابنها « قصي « في سجن «فلسطين» بسوريا نتيجة للتعذيب اثر اعتقاله من قبل قوات النظام السوري بتهمة الإرهاب بعد اختفائه من منزل والده في بلدة روضة الأميرة بسمة في لواء البادية الشمالية الشرقية منذ تشرين الثاني الماضي.
و»قصي « اجتاز الحدود الأردنية باتجاه الأراضي السورية تائها بعد أن خرج من منزل والديه الذي يبعد عن الحدود السورية نحو 15 كم قاصدا إحدى خالاته تسكن بالقرب من الحدود السورية فظل طريقه ليجد نفسه في اليوم التالي في قبضة جيش النظام السوري.
وبين الناشط في حقوق الإنسان المحامي أشتيوي العظامات أن قصي المساعيد قضى نحبه في سجن فلسطين بسوريا دون أن يدركوا أن طفلاً بهذا العمر لم يدرك بعد مفردات السياسة .
وأوضح - بحسب الدستور - أن « قصي « ببراءته الطفولية كان يعبث ببندقية صيد تعود لوالده فانطلقت منها (خردقه) أصابت شقيقته التي تصغره سناً فظّن أنها ماتت وأن والده سيعاقبه فترك البيت خوفا واتجه نحو الشمال حيث تسكن إحدى خالاته بالقرب من الحدود السورية فأطبق عليه الليل وأدلهم الظلام فلم يعد يفرق بين الشرق والغرب .
وبين أنه اجتاز الحدود الأردنية باتجاه الأراضي السورية تائها ليجد نفسه فجر اليوم التالي بقبضة جيش النظام السوري .
وفي هذه الأثناء لم يترك والدا الطفل وسيلة أو جهة أو مكانا ينشدون فيه فقيدهم حتى وصل بحثهم أطراف الصحراء وبين القرى والبادية وابلغوا الأجهزة المختصة ولكنهم عبثا حاولوا حتى وصل بهم الحال إلى اليأس وسلموا أمرهم إلى الله.
وأضاف أنه وبعد شهر من الألم والحسرة المصحوب بالأمل لدى والديه بسبب غيابه حط عليهم من خلال جهود غير رسمية خبر أن « قصي « حي لكنه موجود في سجن « فلسطين « بسوريا وانه وجهت إليه تهمة الإرهاب لكن وجوههم هللت واستبشروا خيرا وحمدوا الله أن ابنهم لايزال على قيد الحياة على أمل انه سيخرج يوما من السجن وأن الحكومة ستعمل على تحريره وعودته إلى أسرته سالما .
ووصف العظامات معاناة والده وماراثون استمر لأشهر طويلة تمثل بمراجعة المسؤولين في الحكومة على مختلف مستوياتهم من أجل فك اسر ابنه وعودته إلى أهله ووطنه سالما وباءت الجهود بالفشل .
وكشف أن وفداً سورياً سيزور السفارة السورية في عمان بتاريخ 19/5/2014 وأنه سيصار الى عقد لقاء معهم لطلب المساعدة حول الإفراج عن الطفل المعتقل قصي فسر والد قصي وأنه سيكون على موعد مع السفارة السورية الساعة العاشرة من صباح اليوم المذكور وعلى مدى الأيام الثلاثة من الجمعة وحتى الأحد لم ينقطع والد قصي من الاتصال وكأنه يستعجل الوقت لمقابلة الوفد السوري من أجل ولده المعتقل .
وفي ليلة الاثنين يوم الموعد المنشود فجع الوالد بنبأ وفاة طفله المعتقل داخل سجنه في سوريا وأنه تم دفنه هناك وهو يقول « إنا لله وغنا إليه راجعون « .
وندد العظامات بهذا الفعل الإجرامي، معتبرا أن ما قامت به قوات النظام السوري ينتهك بنود اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1989 مؤكدا تعرض الطفل « قصي « لانتهاكات جسيمة بما يخالف القوانين المحلية والدولية والاحتجاز التعسفي، وتعريض الأطفال للاختفاء القسري، وممارسة التعذيب ، والإساءة لسمعة الطفل وتشويهه أمام المجتمع، والإهمال وسوء الرعاية .