أردني خمسيني يحول أرض قاحلة إلى جنة غناء
المدينة نيوز :- كانت ارضا لا تصلح للزراعة تلك التي يملكها يوسف الدومي قبل خمس سنوات، فهي ارض صخرية شديدة الانحدار، مهجورة وتفتقر للمياه، لكن حاجة الدومي لمصدر دخل يؤمن له ولأسرته حياة كريمة فجرت لديه الإصرار لاستصلاح ارضه رغم وعورتها.
ففي بلدة كفر الماء بلواء الكورة بذل الدومي واسرته جهدا مضنيا وشاقا على مدى اكثر من عام حتى تمكن من تطويع ارضه وتحويلها الى ارض صالحة للزراعة والبدء بمشروع زراعي تعتاش منه الاسرة كان قبل عام مجرد حلم لا أكثر.
فعزيمة الخمسيني الدومي وأسرته كانت اكبر واقوى من انحدار الارض وحجم الصخور وقساوتها، فشرع الجميع بتكسير الصخور بوسائل بدائية ويدوية، ومن ثم اقتلاعها واستخدامها في بناء السلاسل الحجرية لمنع انجراف التربة وإنشاء مصاطب ترابية وتهيئتها للزراعة، وما ان انتهى الدومي وأسرته من ذلك حتى انبرى لحفر بئرين لتأمين المياه بمساعدة ابنائه وبلا آلات او حفارات.
وكانت بهجة الاسرة وسعادتها عندما اكتمل العمل وتحولت الارض المهجورة الى مزرعة تحفها غراس الزيتون والعنب واللوزيات، ومتابعتها صيفا وشتاء الى ان اثمرت خيرا وفيرا، دفع الاسرة الى مزيد الطموح عن طريق الاستغلال الأمثل للأرض.
فالدومي أدخل زراعات اخرى الى مزرعته مثل الميرمية والقثاء، لكنه يفكر ايضا بإدخال زراعات اضافية لتنويع زراعاته وتعزيز دخله عن طريق إنتاج الاعشاب الغذائية البرية كالعكوب الذي يباع بأسعار عالية في الاسواق، لكنه ليس قبل تأمين الامكانيات المادية لهذه التوسعة.
اصرار الدومي واسرته ودأبه لم يؤمن لأسرته حياة كريمة فحسب، لكنه دفع اسرا اخرى لمحاكاته وكتابة قصة نجاح اخرى على ارض صخرية اخرى لاستصلاحها وتحويلها الى ارض صالحة للحياة والزراعة، وحال لسان الدومي يقول "حبذا لو تتيح الحكومة للمزارعين استصلاح اراض زراعية مملوكة للخزينة لتوفير دخل مالي لهم وتوفير انتاج زراعي يسهم في زيادة الانتاج المحلي وتغطية احتياجات السوق المحلي وتوفير فرص عمل طالما توفرت الرغبة في ذلك وتوفرت الارض".