العناية الصحية باطفال الخداج بحاجة لمزيد من الجهود والامكانات الحديثة

المدينة نيوز:- يؤكد اطباء ان هناك ضعفا في الامكانات والمعدات الموجودة في اقسام الخداج في بعض المستشفيات مركزين على ضرورة تأهيل هذه الاقسام وتزويدها بممرضين مؤهلين ومدربين .

ويقولون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان هناك ايضا قلة في عدد المتخصصين بشكل عام في مجال العناية المركزة لحديثي الولادة سواء اكانوا اطباء او ممرضين او كوادر صحية تتطلبها العناية بهؤلاء الاطفال .

المواطن مأمون فقد توأميه الخدج في احدى المستشفيات لعدم توفر حاضنتين فيه وفقا لقوله , حيث تم تحويلهما الى مستشفى اخر دون تنسيق مع ادارته , ثم تم نقله الى مستشفى ثالث وما لبث الطفلان ان فارقا الحياة بعد بضعة ايام .

رئيس قسم الخداج في مستشفى الملك عبدالله المؤسس الدكتور وضاح خريسات يطالب بمنع ممارسة طب الخداج الا من قبل المتدربين في اقسام الخداج والحاصلين على اختصاص فرعي في طب الخداج .

ويوضح ان احد المعضلات في هذا الموضوع , عدم وجود الوعي بامكانية وقابلية ان يحيا هؤلاء الخدج حياة طبيعية معتبرا اياها جزءا من ثقافة مجتمع ، مشيرا الى ضعف الامكانات والمعدات الموجودة في اقسام الخداج في بعض المستشفيات ، وحتى لو وجدت هذه الاجهزة , هناك احتمالية كبيرة في عدم قدرة العاملين في بعض وحدات الخداج على كيفية استخدامها .

ويبين خريسات ان هؤلاء الاطفال قد لا يلقون اهتماما , لانهم بحاجة الى صبر وتأن في ظل احتمالية اقامة الخديج في وحدة الخداج لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة اشهر , مشيرا الى ان الطفل الخديج اذا لم يتلق العلاج والعناية المناسبة , فمن الممكن اصابته بالعمى او فقدان السمع , وكل هذه النتائج تظهر على المدى البعيد ، وانه ما لم يتم التعامل الجيد مع الطفل فان ذلك يؤدي الى حدوث مضاعفات.

استشاري اول طب اطفال وخداج الدكتور طالب السويطي يقول ان طب الخداج مكلف جدا ، وعدد المتخصصين فيه قليل جدا مبينا انه اذا لم يتلق طفل الخداج الرعاية المناسبة فانه يصاب بامراض في الجهاز التنفسي وانسداد في الجهاز الهضمي والصفار وتسمم الدم والتهاب الامعاء واحتمالية اصابة الخديج بالشلل الدماغي .

ويشير الى انه حاول مع عدد من الاختصاصيين والاستشاريين في الخداج الحصول على ترخيص لتأسيس جمعية خداج الا ان نقابة الاطباء لم توافق على ذلك ، في الوقت الذي توجد فيه جمعيات خداج في عدد من الدول العربية تتمثل وظيفتها في عقد دورات تدريبية ومؤتمرات بشكل متكرر لرفع سوية العاملين في هذا المجال.

فيما تؤكد استشارية العناية المركزة لحديثي الولادة في قسم الاطفال في كلية الطب في الجامعة الاردنية الاستاذة الدكتورة ايمان فاروق بدران قلة عدد المتخصصين بشكل عام في مجال العناية المركزة لحديثي الولادة سواء اكانوا اطباء او ممرضين او كوادر صحية كصيادلة وفنيين مساعدين .

وتركز على ضرورة تأهيل الممرضين معلوماتيا وتدريبيا قبل البدء بعملهم في هذا المجال وتوفير برامج تعليمية لرفع كفاءة الممرضات في هذا التخصص الدقيق , اضافة الى توفير عدد مناسب من التمريض في وحدة العناية المركزة للمواليد ، بحيث يتابع كل ممرّض حالة او حالتين مرضيتين.

وتقول بدران التي تعمل رئيسة لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الجامعة الاردنية أن اطفال الخدج يطلق على من يولدون قبل ميعاد ولادتهم المناسب أيْ حدوث الولادة قبل مرور 37 أسبوعاً على الحمل ، موضحة ضرورة تدريب كادر طبي مؤهل قادر على انعاش هؤلاء الاطفال بمعايير عالمية حديثة لرعايتهم مباشرة بعد الولادة واثناء نقلهم الى العناية المركزة لحديثي الولادة ، ومتابعة الخديج اولا بأول أثناء إقامته في العناية المركزة .

وتشير الى ان الطفل الخديج قد يكون عرضة لمشكلات مزمنة مثل التنفسية خاصة في ظل عدم اكتمال النمو الشديد للرئة، كما انه من الممكن اصابته باعتلال في شبكية العين .

وتؤكد ضرورة ذهاب السيدات اللاتي لديهن خطورة في ولادة طفل خديج الى المستشفى الذي يتوفر فيه كادر طبي وتمريضي مؤهل في وحدة العناية المركزة للمواليد على مدار الساعة .

امين عام وزارة الصحة الدكتور ضيف الله اللوزي يقول ان القيادة الهاشمية وعلى راسها جلالة الملك عبدالله الثاني تعتبر قدوة ونموذجا يحتذى به في الاهتمام بصحة الام والطفل على مستوى العالم , والرعاية الهاشمية للاطفال عبرت عن نفسها بمكرمة جلالته بالمعالجة المجانية للاطفال دون ست سنوات ، وكان لهذا القرار النوعي دور كبير في رفع مستوى صحة الطفل اضافة لاهتمام الوزارة بالحوامل وتقديم الرعاية الصحية المتقدمة الوقائية والعلاجية ومن خلال مراكز الامومة والطفولة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة ,ومن حق الاردن ان يفتخر بما وصل اليه من معايير صحية .

ويضيف ان الوزارة تشعر بالاعتزاز كون جلالة الملكة رانيا العبدالله اول مناصرة بارزة للاطفال اختارتها منظمة الامم المتحدة للطفولة اليونسيف ومشاركة جلالتها في افتتاح قمة صحة الامهات وحديثي الولادة والاطفال مؤخرا في كندا له معان كبيرة في الاهتمام بصحة الام والطفل وحديثي الولادة.

ويوضح اللوزي ان الوزارة تولي اهتمامها بصحة الامهات والاطفال وحديثي الولادة , وظهر ذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية للطفولة وتماشيا مع دعم اهداف التنمية الالفية من خلال الهدف الرابع والهدف الخامس للعناية بصحة الامهات وصحة الاطفال حيث حققت من المؤشرات الصحية ما يضاهي الدول المتقدمة وفي المراتب الاولى لدول اقليم شرق البحر المتوسط , اذ بلغ معدل : وفيات الاطفال الرضع 17 وفاة لكل الف ولادة حية، ووفيات حديثي الولادة 13.5 وفاة لكل الف ولادة حية ووفيات الامهات 19 وفاة لكل مئة الف ولادة .

وحول مدى اهتمام الوزارة باعطاء الادوية والمطاعيم للاطفال الخدج يقول ان الوزارة حريصة على توفيره من خلال عطاءاتها الدوائية ويتم توفيره للاطفال الخدج حسب المعايير الطبية والبروتوكولات الموضوعة لهذه الغاية اعتمادا على التقارير الطبية .

مستشار أول في طب الاطفال بوزارة الصحة المستشار الاعلامي للوزير الدكتور باسم الكسواني يقول انه آن الاوان لان يكون موضوع الخداج اختصاصا مكتمل الاركان ، متمنيا على وزير الصحة ان يكون هناك اختصاص لحديثي الولادة في الوزارة لتأمين عدد من الاختصاصيين في هذا المجال .

ويقول : اعتقد ان مستشفى البشير نموذج في توفر عدد من الحاضنات وفي وجود اطباء ومستشارين مدربين اصحاب خبرة وكفاءة في هذا المجال يسمح بالبدء ببرنامج تعليمي فيه لتأهيل عدد من الاطباء ليصبحوا اختصاصيي خداج ، منوها بضرورة تدريب الممرضين في مجال الخداج .

وحول عدم موافقة نقابة الاطباء على انشاء جمعية خداج يشير الكسواني بصفته عضوا في مجلس النقابة الى انه توجد في جمعية اطباء الاطفال - مجموعة اطباء الخداج - وبامكان الاطباء المتخصصين بالخداج الانضمام اليها خاصة ان عددهم قليل جدا، وفي حال زيادة العدد سيتم النظر في هذا الموضوع في حينه.

ويقول مدير مستشفى المفرق للنسائية والاطفال الدكتور هاني العليمات انه يوجد في المستشفى 24 حاضنة نسبة اشغالها من المواليد الخدج تزيد عن مئة بالمئة .

ويبين ان هناك مشكلة في موضوع تحويل اطفال الخداج بين المستشفى والمستشفيات الاخرى في ظل محدودية عدد المستشفيات في المحافظة .

ويشير الى الضغط الحاصل على قسم الخداج , اذ انه وفي بعض الاحيان , حين لا تستطيع الحاضنات استيعاب الاطفال من حيث عددهم فانه يتم وضعهم ب( شبه خداج )، وانه خاطب عددا من الجهات والمؤسسات المعنية لتزويد المستشفى بخمس حاضنات اضافية.

ويظهر الهدف الرابع للتقرير الوطني الثاني للاهداف الانمائية للالفية – الاردن 2010- تخفيض معدل وفيات الاطفال بمقدار الثلثين ما بين العام 1990 و2015، مبينا الحاجة الى بذل جهود مضاعفة وحثيثة لخفض معدل الوفيات بمتوسط سنوي مقداره 2.5 وفاة لكل 1000 مولود لتحقيق هدف الالفية لعام 2015 . ويبين التقرير انه رغم التقدم الذي تحقق في معدلات وفيات الاطفال في الاردن خلال العقد الاخير من القرن الماضي الا ان هناك مجموعة من القضايا والتحديات لا بد من مواجهتها والتصدي لها مثل ثبات معدلات وفيات الاطفال خلال السنوات السبع الاخيرة وعدم تحسنها ، والتباين في مستويات وفيات الاطفال بين الاقاليم والمحافظات والحضر والريف ، وضعف نظم المعلومات التي ترصد مرض ووفيات الاطفال والاعاقات الخاصة بهم.

وتبين الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن لسنة 2012 أن الأسباب التي تذكر أكثر من غيرها لكل حادثة وفاة طفل حديث الولادة تتلخص في : الولادة قبل الأوان 72.5 بالمئة ، تليها متلازمة الإجهاد التنفسي 60.1 بالمئة ، تعدد الولادات 28.7 بالمئة ، التشوهات الخلقية 27.2 بالمئة ، تعفن الدم 18.7 بالمئة ، الاختناق 18.3 بالمئة ، والنزف الرئوي 14.4.

مستشار اول طب الاطفال والمواليد بوزارة الصحة الدكتور سمير الفاعوري يقول : هناك 200 الف حالة ولادة سنوية ، يتم ولادة ما بين 100 الى 120 الف طفل في مستشفيات الوزارة ، يحتاج من بينهم 10 الى 12 الفا لمتابعة وعناية حثيثة.

ويشير الى ان تكلفة اقامة الخديج في حاضنة مستشفيات الوزارة ليوم واحد تتراوح بين 200-250 دينارا، في المقابل تتراوح تكلفة الاقامة داخل المستشفيات الخاصة بين 400-500 دينار.

ويوضح الفاعوري ان الوزارة تتحمل جميع التكاليف والاعباء المادية لتلك الاقامة ، اذا ما علمنا ان مدة اقامة الطفل الخديج في شهره السابع تزيد عن 30 يوما داخل الحاضنة.

ويقول انه تم في العام 1996 اعداد اول دراسة لتحديد اسباب الوفيات في 12 مستشفى تابعا للوزارة وتم استخلاص النتائج بامكانية تخفيض عدد الوفيات ، وتدريب وتجهيز الكوادر الطبية , وفي العام 2013 تم اعداد تقرير عن وفيات الاطفال بالمملكة اظهر نتائج توضح انخفاض نسبة وفيات الاطفال في مستشفيات الوزارة الى النصف في الوقت الذي زاد فيه عدد الحاضنات وتزويد وحدات الخداج بالاجهزة اللازمة وتدريب الكادر الطبي.

ويضيف انه تم اعداد دليل عن كيفية التعامل مع المواليد والاطفال الخداج من قبل فريق وطني من الوزارة ومستشفى الجامعة الاردنية والخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص، وتدريب ما لا يقل عن 4 الى 5 اطباء في حوالي 30 مستشفى , وتم تدريب غالبية الممرضات القانونيات على التعامل مع المواليد بشكل علمي .

ويبين اهمية مراجعة الامهات الحوامل للطبيب المتخصص قبل الولادة ليتمكنّ من الولادة في المستشفى المختص ، مشيرا الى ان هناك من يطلب اجراء زراعة ثلاثة او اربعة اجنة عن طريق الحمل بالانابيب ، ما ينجم عن ذلك في عدد من الحالات عدم اكتمال عمر الحمل ، لتتم الولادة في الشهر السابع مع عدم اكتمال الوزن - ما بين نصف كيلو او كيلو او 700 غرام - وغالبية هؤلاء الاطفال الخدج من الممكن ان يموتوا عدا عن انهم يشكلون عبئا ماديا على الاهل ، وانه ونظرا لارتفاع سعر تكلفة اقامة الطفل الخديج في المستشفيات الخاصة ، فانهم يضطرون الى التحويل للمستشفيات الحكومية ما يشكل ضغطا عليها لان ذلك يترتب عليه حجز حاضنات لهم .

وحول اسباب قلة عدد المتخصصين في الخداج على مستوى المملكة يقول ان ذوي الاختصاص والخبرات والكفاءات يعملون في الخارج نتيجة توفر رواتب مالية اعلى وامتيازات اخرى تشجعهم على العمل في الخارج.

ويوضح الفاعوري رئيس لجنة الامتحانات لبورد طب الاطفال في الدول العربية ان المدربين بالخداج بشكل ممتاز لا يتجاوز عددهم اصابع اليد ، وانه يتم تعويض هذا النقص بتدريب اطباء الاطفال الحاصلين على البورد ، من خلال برنامج تدريبي لمدة اسبوعين، في ظل الاشراف والمتابعة المستمرة معهم .

رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري يقول انه لا يوجد في الاردن اختصاص فرعي لطب الاطفال الخدج ، وعادة ما يتم دراسة التخصص في الخارج، مشيرا الى اهمية وجود قسم خداج في مستشفيات النسائية والاطفال , فاي حالة ولادة يمكن ان تكون طارئة ، وهناك اطفال اتموا عمر الحمل ووزنهم مكتمل الا انه ولاسباب صحية تظهر حاجتهم الى عناية مركزة في قسم الخداج .

وحول غلاء تكلفة اقامة الطفل الخديج في الحاضنة يضيف الحموري ان سعر الحاضنة الواحدة يصل الى 20 الف دينار وعادة ما ينتهي مفعول استخدامها بعد 4 الى 5 سنوات ، موضحا ان اقسام الخداج تحتاج الى تجهيزات خاصة سعرها مرتفع كاجهزة التنفس الاصطناعي واجهزة مراقبة العمليات الحيوية والتنفس .

ويقول ان كل طفل خديج بحاجة لممرضة ، ويتم تناوب اربع ممرضات للطفل الواحد على مدار اليوم، في ظل ارتفاع اجرة ممرضات الخداج عن الممرضات العاديات.

وعن قيام بعض المستشفيات بحجز الاطفال الخدج لحين تسديد الاهل المبلغ اللازم ، يقول الحموري انه جرت العادة على تزويد الاهل مسبقا قبل الولادة بتكاليف اقامة الام وابنها الخديج داخل المستشفى، ليكونوا على دراية بقيمة التكلفة المالية.

رئيسة التمريض لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة والخداج في مستشفى الجامعة الاردنية سعاد الرشايدة تقول ان التدريب العملي يتم داخل وحدة الخداج ، وتنسيق آلية العمل يتم بحيث لا يتجاوز ثلاثة الى اربعة اطفال للممرضة الواحدة وتختلف حسب طبيعة الحالات الصحية للاطفال.

وتقول :هناك اختلاف كبير في تطور الوحدة مقارنة بالسنوات الماضية ، اذ تم انشاء مبنى خاص للتوليد مزود بالاجهزة والمعدات اللازمة ، وزيادة عدد الكادر التمريضي بعدما كان الممرض مسؤولا عن ستة الى سبعة مرضى ، وهناك قلة في نسبة الانتانات الدموية.

ويشير الناطق الاعلامي في وزارة الصحة حاتم الازرعي الى ان الوزارة وفّرت ما يزيد عن 500 حاضنة خداج لاقسام النسائية والتوليد والخداج تم توزيعها على مختلف مستشفيات الوزارة حسب اعداد الولادة في كل منها اضافة الى رفد المستشفيات ب 1600 ممرض وممرضة لسد النقص فيها من الكوادر التمريضية .

يشار الى ان دول العالم تحتفل في السابع عشر من تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي لرعاية الأطفال الخدج بهدف التوعية برعايتهم .