مشروع اياد علاوي.. الصراع بين دولة المواطنة وسلطة الطائفية السياسية

تم نشره الأربعاء 04 حزيران / يونيو 2014 09:19 مساءً
مشروع اياد علاوي.. الصراع بين دولة المواطنة وسلطة الطائفية السياسية
هادي الظالمي

قفز اياد علاوي ، مرة أخرى ، فوق الموانع الطائفية والعرقية . الثوابت المبدئية والقراءة المتنورة لزعيم ائتلاف الوطنية ، ضبطت ايقاع مساره في ماراثون انطلق منذ سبعينات القرن الماضي . ريادة النضال ضد الدكتاتورية ، والتصدي لمقاومة التفكك والتقسيم - كناتجين لسياسة الاحتلال ومخلفات الدولة العقائدية المتزمتة - ، وتبني دولة المواطنة مقابلا لدويلات الطوائف والاحزاب والعوائل ، كان لها ثمنها الباهض ، فخصوم علاوي التقليديين لايرتدعون بضوابط الاخلاق ، او القانون الذي ظل اداة قمع بيد أعداء الرجل خلال مسيرة نضاله الطويلة .

الاستقطاب الطائفي الحاد ، ودكتاتورية السلطة ، افرغا التجربة الديمقراطية المتعثرة لما بعد التغيير من مضامينها الحقيقية ، وغيبا اهدافها . في ذات السياق ، الانتخابات ، المزورة بإمتياز ، خطفت ، استباقيا هذه المرة ، استحقاق علاوي وقائمته ومشروعه ، تكرارا لماحصل في العام 2010 . نتائج الانتخابات ، والتي لن تغيرها عديد الطعون بها ، قررت سلفا هوية الفائزين والخاسرين ، وشكل الحكومة القادمة ، لكنها تبقى عاجزة عن إضفاء الشرعية المفضية الى الإستقرارين السياسي والعام .

سيناريو الحكومة المنتظرة ، بعناوينه الطائفية ، يرسم خارج البيت الوطني وبعيدا عن همومه الحقيقية ، والتيار السياسي - المدني اكبر المغيبين عنه . قيادة مشروع الدولة المدنية الوطنية ، ورمزها علاوي ، بين خيار الحضور المُغيب المدفوع بفلسفة الاشتراك في الحكومة الطائفية بنسختها الجديدة ، والاستمرار في مقاومة مأسسة هذا النهج . علاوي الذي استعصت على السلطة شيطنته يدرك ان البلد الغارق بمنتفعي السياسة وتجارها ليس بحاجة الى سياسيين قدر حاجته الى رجال مبادئ لاتطيح العواصف بقدرتهم على ضبط اتجاهاتهم ، ولا يغيب عن ذاكرته ايضا ان الذين صوتوا له ، وهم في الواقع أكثر مما اظهرته صناديق الاقتراع المرتهنة لارادة التزوير ، قد منحوا ثقتهم لعلاوي المعارض لا لعلاوي رجل السلطة . الكتلة النيابية لرئيس الوزراء الاسبق ومقترباتها قادرة على فعل الكثير اذا مااستحضرت وزن وارادة جمهورها العريض في التغيير الحقيقي لا للوجوه حسب بل وللمناهج ايضا .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات