العقبة.. يوم كانت قرية وخرائب

تم نشره الخميس 05 حزيران / يونيو 2014 12:40 صباحاً
العقبة.. يوم كانت قرية وخرائب
سمير عطا الله

أعرف مدينة العقبة بالاسم والصور. وعندما ذهبت إلى الأردن عام 1965 لم أغادر عمان التي أذكرها مدينة صغيرة موزعة على تلالها. وقد دعيت يومها إلى حفل تكريما للحسن بن طلال بمناسبة عودته من أكسفورد. وأمضيت بقية الوقت مع أصدقائي من القوميين السوريين الذين كانوا يومها منفيين إلى عمان، ويقطنون فندق «فيلادلفيا».

أقرأ في كتاب عنوانه «الرمال الليبية» للضابط البريطاني روبرت مانغولد الذي قام برحلة إلى الصحراء الغربية مع رفاق له في سيارات «حديثة» قادرة على عبور الرمال، منتصف العشرينات. إذا كان يهمك القراءة عن صحراء ليبيا، فلا تُضع الوقت في قراءة الكتاب. خلافا للعنوان، ليس فيه عن ليبيا سوى العنوان وفصل واحد. الباقي عن سيناء والبتراء، ذهابا وإيابا، وعودة ثانية. وهناك فصل عن العقبة.

قبل أن يتسلم الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة في لبنان، سألته عن مشاريع «سوليدير» المقبلة، فقال: «سوليدير» في عمان و«سوليدير» في العقبة. واستوضحت إن كانت العقبة «تحتمل» مشروعا في هذه الضخامة، فقال إنها ميناء الأردن البحري الوحيد. ومدينة سياحية أيضا.

اسمع ما يقوله مانغولد العام 1929: «وصلنا إلى العقبة، وأثار وصولنا العجب. لم يكن أحد قد وصلها من سيناء بالسيارة من قبل. ذهبنا إلى مخفر الشرطة تتبعنا جماعة من القرويين العرب الفضوليين، واستقبلنا هناك ضابط أسمر ضخم الجثة قوي الحضور. أحضرت مقاعد كافية من عند الجيران، وأجلسنا كأننا بضاعة معروضة، فيما بحث أمرنا باللغة التركية. جلسنا هناك حتى وصول الحاكم. العقبة قرية طينية مليئة بالملاريا فيها بضع مئات من السكان يسكنون حول قلعة قديمة من القرون الوسطى. وهناك رصيف بحري استخدم لفترة قصيرة خلال الحرب الأولى عندما تمركز الجيش العربي بقيادة فيصل ولورانس (العرب) في العقبة للتزود بالمؤن. العام 1926 كانت مجرد خرائب. إنها الميناء البحري الوحيد للبلد، ولو أقيم خط حديدي لأصبحت خطا تجاريا يربط بجبال شرق الأردن».

«لدى وصول الحاكم بدأت الأشياء تتحرك. سارعوا إلى تحويل مكتبه إلى مكان منامة لنا. وفي جو احتفالي أرسلت برقية إلى سلطات عمان تعلمها بقدومنا. وكانت أسلاك البرق قد مدت حديثا فوق القلعة. وفي المساء جاءنا رجل يبلغنا الدعوة إلى العشاء في منزل الحاكم الواقع في الجهة الأخرى من القرية. كان ذلك مثلجا بعد أيام في الصحراء نسينا خلالها الاغتسال وحلاقة الذقن وارتداء الثياب اللائقة».

«كان الحاكم قد صادر كل ما في القرية من مفروشات أوروبية من أجل استقبالنا. وأحضر الكراسي (الوحيدة) من مخفر الشرطة. كان العشاء بعض السمك، ثم الخروف والأرز، وكان مدرس مصري يشرح لنا الوجبة بما يعرفه من الإنجليزية. كما تولى الترجمة بعد العشاء حين تناولنا الشاي مع مضيفنا التركي».

(الشرق الأوسط 2014-06-05)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات