حزيران الوجه الآخر!

تم نشره الأحد 08 حزيران / يونيو 2014 12:38 صباحاً
حزيران الوجه الآخر!
خيري منصور

تزامن لا يخلو من دراماتيكية بين ذكرى الخامس من حزيران لهذا العام وما يجري سياسياً في العالم العربي، فلأول مرة ينصرف الإعلام عن المأتم الرسمي إلى رصد أحداث منها ما هو فارق وحاسم. ليس فقط على صعيد الانتخابات الرئاسية بل على عدة مستويات منها التهيؤ للدخول إلى حقبة سياسية لا يزال الحديث عنها في طور التبشير، وما يترتب على هذه المتغيرات يتعذر على أذكى الحواسيب السياسية رصده لأن المشهد لا يزال مضطرباً ويحتمل عدة مقاربات وقراءات بينها من التباين والتباعد ما لا يرجح واحدة على أخرى.
وربما كان حزيران بأيامه الستة الطوال الندبة الأعمق في الذاكرة القومية بحيث أصبح العرب يؤرخون لحياتهم السياسية والعسكرية بما قبله وما بعده ولتلك السداسية كما سماها الراحل اميل حبيبي ما يذكرنا بنجمة داوود، وأحياناً بالستة عميان الذين سقطوا على الفيل فوصف كل واحد منهم العضو الذي لامسه من جسده.
ولكن لدينا من القرائن ما يكفي لتقع متغيرات شبه جذرية في واقعنا بمختلف أبعاده، فلن تكون الليلة شبيهة بالبارحة حتى لو استمرت مراوغة الثعالب وحيل ضحاياها. فما انفجر من كبت مزمن يشبه النهر الذي لا يعود إلى منبعه، والرصاصات التي أطلقت حتى في الهواء لن تعود إلى الفوهات أو الأفواه التي أطلقتها، فالسؤال الخجول الذي تأجل لعقود تحول إلى مساءلة بصوت جهوري، وأصبح العربي بحاجة إلى من يجيبه عن ثلاثة أسئلة على الأقل هي على التوالي.
كيف تحول الفائض لديه إلى نقصان ومديونيات سواء تعلق بالثروة أو الديمغرافيا أو المواقع الاستراتيجية.
وكيف صودرت ثوراته وأصاب العطب بوصلاتها واختطفت أو تم امتطاؤها إلى شاطئ آخر غير آمن على الإطلاق.
وكيف سخرت تكنولوجيا فائقة للتجهيل والتضليل، بحيث أصبحت في خدمة الخرافة حيناً وفي خدمة الطائفة حينا؟
التغير حدث وما من سبيل للعودة عنه، لأنه اصطحب معه أدواته وأساليبه وشكوكه في كل ما مضى، لكن مجرد التغير لا يكفي! فقد يوظف سلبياً أو يتحول إلى خطوة للوراء أو قفزة إلى الأمام بحيث يسقط الراهن ولكن عن عمد هذه المرة وليس سهواً!
وانفعالات البشر سواء كانت غضباً أو فرحاً أو تمرداً ليست خاتمة المطاف، إنها مادة بشرية خام تصلح للشيء ونقيضه تماماً كما يصلح القماش الأبيض فستان زفاف أو كفناً أو راية استسلام!
وحين تطول المراحل الانتقالية تصبح أسباب التحول كلها في خطر، لأنها أشبه بالعدالة البطيئة التي تتحول إلى تواطؤ مع الظلم بمعزل عن النوايا!
لقد استبدل عرب العقد الثاني من هذا القرن بعض أعيادهم وتقاويم ثوراتهم فهل يستبدلون حُزيرانهم المزمن؟

(الدستور 2014-06-08)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات