امــرأة غريبة الأطــوار ؛ تـُقـدّم لي مـَهــْـراً قيمته 55 مليـار دولار !!؟؟
بعـد انهائي آخر يوم في الإختبار؛ وقفت انتظر حافلة توصلني الى الـدَّار، وبينما أنا في الإنتظار؛ توقــَّفت أمـامي ســيارة مصـفـّحة لايخترقها الرّصاص والنـّـار ؛ تشبه سـيارات المشاهير والزعماء الكبار ؛ نزلـَتْ منها امرأة كبيرة في السِّن تميل بشرتها نحو الإسمرار ؛ ليس لها حظ في الجمال البهـّار؛ لها في وجهها منخـار؛ يجعلها تفوز بجائزة أكبر منخـــار، وسألتني عن مكان قصـر ختيار؛ اسـمه أبو منقــار.
فـدَلـَلـْـتـُها على كيفية الوصول الى ذلك القصـر باختصار، لكنها ادّعـت بأنها قد تـُخطىء في العنوان المـُشـار ،ولاتستطيع أن تستدّل لوحدها على قصـر ذلك الختيار ؛ فطلبَتْ منـّي مرافقتها لكي أدّلها على المكان المختار، وبعدها تقوم بإيصالي الى الــدَّار.
وبعد تردّد طويل لفت من حولي العيون والأنظـــار ؛ وافقـْتُ بمضض على أن أركب بالجوار ؛ بعد أن بالغت في الإلحاح والإصرار، وبينما نحن في الطريـق نحو الـدّار؛ قامت وأخرجت من حقيبتها قطعة سـيجار، ثم أشعلتها وجعلت دخـّانها ينتشــر في السيارة انتشــار ؛ وكأنه دخـانٌ يخرج من مدخنة قـطـار.
وبدأت تســألني عن امتحاناتي وموعد نتائج الإختبار؛ فأجبتها عن كل أسئلتها بصراحة متناهية بدون اجبـار، وعـرّفـْـتها بإسـمي وعن مكان الحـارة والـــدَّار، وأخبرتها بأني أســكن بيتاً متهالكاً بالإيجـار؛ في عمارة قديمة مـُعـرَّضة في أي وقت للإنهيـار.
ثم قامت بتعريفي بنفسها بكل فخـر وافتخار؛ بأن اسمها أنـــوار، وأنها واحدة من كبـار التـّجـار؛ وأنها تتاجر في كل الممنوعات التي يُحـبـِّها الصـّغار والكبار، وأنها تملك المال والجاه والعـقــار،وأن لهــا أرصـدة بنكية بالمــارك واليــورو والــدولار، وأنها تـتـنقــَّـل بين 75 قصـراً مزروعة بكلِّ أنواع الأشجار، وأنها تأكل جميع أصنـــاف الثــِّمار، وأنه يخدمها خـدم وحشم من كافـة الأقطــار، وأن لديها 25 طائرة خاصة موجودة تحت امرتها على أرضيـّة المطار ؛ تسافر فيها وقتما تشاء الى كل الدِّيـــار.
ثم نظـرَتْ اليّ نظرة فيها حزن وانهيار ؛ وقالت لي بكل حسـرة وانكسـار: إنني وعلى الرغم من كل هذا العـز والثراء الذي يثير في النفس الإعجاب والإنبهار؛ إلا أنني محرومة من السَّـعادة والراحة والإســتقرار!!؟؟
ولهذا أصبحـْتُ أقضي معظم وقتي وأنا أبحث عن زوج مخلص مغوار ؛ يؤنس وحدتي في الليل والنهار، ويمنحني حـُبـًّـا و حناناً واســتقرار؛ لكوني أعيش وحيدة أنتظر وصول القـطـار؛ بعد أن خلعتُ زوجاً سـكـِّيراً وغـدّار؛ سـرق منـّي 35 مليار دولار؛ فـــرّ بها وطـار ؛ وخسـرها فيما بعد في العربدة والمجون ولعب القمـار.
فقلت لها : ماعليك يا أنوار؛ سوى الصـّبر والتـّحـمـّـل والإنتظار ؛ إلا أنها قاطعتني بصوت عالٍ كأنه انفجار؛ وقالت : إنـّي لم أعـُدْ أطيـق الوحدة ولا أستطيع الإستمرار على هذا الحال من الإنتظار.
ثم قالت بعد أن أبدت التأسُّــف والإعتذار : يبدو عليك ياعبدالله أنك من الشَّـباب الطَّـيـبين الأطهار؛ المؤمنين بالله الجبـّـار، ولا أعتقد أنك سترفض لي قراراً لو طلبت فيه الزواج منك في الحال بدون تأخير ولا انتظار !!؟؟
فقلت لها باستغراب وانبهار؛ وقد قاربنا على منتصف المشـوار: لقد فاجئتيني صراحـة بهذا القــرار، ويؤسفني اعلامك بأنه ليس من السـُّـهولة بمكان أن أقبل الزواج من امرأة تشـتريني بما تملكه من قصــور ومــال وعقـار !!؟؟ لأن طلبك هذا لايُسـمِّى زواجاً عند الأحـرار !! لكونه بالنسبة لي شـكلٌ من أشكال الإستعباد والإنتحـار !!؟؟
كما أنـّه طلب أشـبه مايكون بصفقة تـُجـَّـار ؛ يعقدها أحـد التـُّجـار ، فضلاًعن وجـود فـارقاً كبيراً في السـِّن بيني وبينك يا أنـوار ؛ يبلغ طوله آلاف الأمتار، ولايقـل عرضـه عن 99 عـام لـو قـُمنا وتفحـَّصناه جـيـّداًً بالمنـظــار !!؟؟.
فقالت : ياعبدالله يامن استحوذت على قلب أنـــوار !! إن رفضك لي ولأموالي الكثار ؛ يدل على أنك الـرجل الذي يسـتحـق أن أمنحه قلبي وعقلي وكل ماأملكه في بنوك الأعمال والعقـار والإسـتثمار؛ التي أستطيع أن أغطي بها القارات وجميع المحيطات والبحار والأنهـار، ولهذا أرجو منك أن تعيد النـّظر وتفـكـّر بمستقبل سيكون كـلـّه إزدهار ، وأرجو ألا تسـتعجـل برفض القـــرار !!؟؟
فصحيح إني قد أكون في عينك امرأة غريبة الأطوار، ولا أعرف الفرق بين الفقــّوس والجزر والخيار، وشكل وجهي مرعبٌ قد يـُخيف الصّـغير والختيار !! على الرغم من كل عمليات التجميل التي أجريها يومياً في الليل والنهار .
لكني على استعداد تام بأن أقـدّم لك مهراً قيمته 55 مليـار دولار، وأطلب يدك في الحال من أهلك الأخـيـــار، وأجعل حياتك جـنة وارفة الظـِّلال تجري في أراضيها الأنهار، لكوني قادرة بإذن الله أن أبعد عنك كل المضـار والأضرار، وأن أحافظ عليك من الأشــرار، وأن أعلـّمك كلّ فـنون الكـار، وأن أدلـّـُك على جميع الأســـرار؛ التي تجعلك تصبح من أغنى وأكبر التـّجـار .
والأهـم من كل هـذا وذاك يامـَن أشعلت في قلبي نـار؛ ســأوصي لك بثورة طائلة تتجاوز 665 مليار دولار ؛ قبل أن يصلني عُـزرائيل ويأخذ روحي الواحد القهـّار !!!!.
فقلت لها : دعيني أعيد التفكير بهذا القــرار مرة أخرى يا أنــوار !!؟؟ لأن هذا الموضوع بالذات محفوفٌ بالأخطـــار، ويجب أن آخذ فيه بعض الآراء وأرتـّب له مايتطلبه من أفكار، وأعدك بأنـّي سأقوم بإعطائك جـواباً يُهدِّىء عندك الأعصاب المصابة بالتوتر والإنفطار ؛ بعد أن أكتب مقالاً هــام أسـتشــير فيه بعض القـرَّاء الـشـُّـطـَّـار ؛ الذين يملكون الحكمة والخبرة في اتخاذ مثل هكذا قـــرار.
فقالت لي بكل لهفة واصـرار : اســأل يامعشــوق أنــوار ، ولك كامل الحـريّـة في الإختيـار ، وسأكون في انتظار ردك على نــــار ؛ لكن كل ماأرجوه منك ألا يكون رداً قاسـياً يصيبني بالإنشطار والدّمـــار ؛ وألا يقودني نحو الإنتحـار.
والآن ؛ أرجو أن تتكرّمـوا عليَّ برأيكم ياشـُطار!!؟؟ حتى لاتـظل المليارديرة أنوار ؛ تعاني العــذاب ولهفـة الإنتظـار ، وحتى تستطيع اللــّحـاق مـرة أخـرى بالقـطــار.