غربة الجدائل العاشقة
القرية نائمة في انثيالات الغيم
و السهاد يأسر هذا الهوى
يغسل سيقانه في نهر الوهم.
1
كانت أرضي بلون الخزامى
تدفقتْ من أنفاسك
جلستُ بين سيقانها
كيف أواري ظني
وهسيس جهاتك يجر خطاي؟
2
سمائي حبلى بالبوح
وأنين الماء يجمع شتاتي
كيف أقاوم عتمة رؤاي ؟
وأنا غريبة
يأسر الغياب معناي.
3
ما زلت أمشي...
جدائل منزلك بعيدة
كم كنت أتسلق ألوانها
يغريني سقف ضوئها
وفي سطح ذاتي
أستقبل أسرار فيضها.
4
كانت يدي تمسك بهواء يديك
ومن عواء هذياني تتدلى
فتطير نوارس عشقك
كيف تؤوب إلي
وهي كقدم الريح
تحط على عتبات أناي؟
5
انتظرتكَ ..
سلام... سلام
حول قلبي حزمة باردة
لمست امرأة كتف عشقي
فوجدتني أشرق قلقا
يا لصخب هذا الصمت !!
يرقصني
أنا الغريبة
المارة من المساءات السرية.
6
لمحتك هناك..
سابحا في نبيذ الغواية
ـ هل رأيتِه
قالت أنثى لا تعرف أبجديتي
لم أجبها
كانت أوراق الليل تتساقط
وصقيع الآهات يلف صدري
كيف أهرب مني
وهذه الرؤيا العارية
تطل من تعبي
تفتح في العمر
نبضا مبللا بالهباء.
7
كل الألوان تعبر إلي
أنا الغريبة
المبهمة العبور نحو ضفافك
حقيبتي فراغ
و عطر بنفسجي يقودني إليك.
8
كل الوجوه تتوارى وراء ظلها
أهرب منها نحو بابك
أتلاشى في أحداق عشقك
فأراني أتلو أسفارك
لا شيء يعيدني إلي
غير ارتجاف الصبح
في نحر فوضاي.
9
ـ هل تمزقت الليالي ؟
قالت تلك التي تمسك بتلابيب الوقت
تجر أسراري نحو الأقاصي
كم كانت تَعُبُّ من موتي
اشتعالات بياضها
تبني من ضلوعي فتنتها
من دونها لا أعرف الكلام
وحدها تداهم انحداراتي
تسافر في المدى
تكتبك حرفا يتيما
يمطر في دمي غربة
تتربع في زواياي.
10
تعبر حنجرتي
وأنا أنادي طيفك المارق
ـ "كم يلزمني
كي أخلع هذا القميص الشاحب ؟"
سألتها وهي تتفيأ مجازاتي
لمستْ ضباب قلبي
فإذا بها تكتبني لوعة
ووشما لا يعانق غير بقاياي.
11
ها أنا ألملم دهشتي
في سترة هذا الرحيل المستمر
يعانقني أنين الجهات
أعدو غجرية
في سراديب العمر
وحده شغفي ينادم نجواي.
12
كان وجعي
ينام في مخدع الدهشة
يتدثر بستائر من غبار
وهذه الدروب العقيمة
تقود خطاي
إلى أين ؟
ارتعشت تسميتي
فأنا لا أرى فيها سواي
13
أوغل في الأسئلة
تضيق بي أزمنتي
فلا مكان
يسع احتراقاتي .
14
ـ أيتها الغريبة...
قالت تلك القادمة من الآتي
فرأيت استعاراتك الأخيرة
تطوف في العتمات
تعزف على ناي الآهات
أغنية لغريبة عابرة.