هل حان وقت العبث مع الإسلاميين ؟
أسلوب الحكومة في التضييق على عقد مؤتمر حزب جبهة العمل الإسلامي رغم كونه حزب سياسي مرخص قانوناً , لا ينمّي عن حكمة في الدبلوماسية المطلوبة ( كطرف قوي ينبغي له أن يكون أكثر عقلانية ) و لا ينمّي عن إتعاظ ( من تجربة العبث مع الإسلاميين في العالم العربي ) و لا ينمّي عن إحترام للدستور الأردني ( الذي كفل حق التجمّع السلمي ) و لا ينمّي عن تطبيق لقانون الأحزاب ( الذي كفل حق الأحزاب السياسية المرخصة في الإجتماع و العمل ) و لا ينمّي عن وجود رغبة حقيقية أو حتى لمجرد إدعاء بأن الحكومة تسعى نحو التنمية السياسية و الديمقراطية كما تغرد و تطّبل أمام زوارها الأجانب , الذين يعرفون المستور أكثر منّا و من حكومتنا .
لا أدري إلى أين ستقودنا الإدارة غير الحكيمة للحكومة الأردنية في تعاملها مع حزب جبهة العمل الإسلامي الذي تصدى مشكوراً بالإنابة عن "عرف الإصلاح " للفساد في الأردن و ما كان لأي حراك عشائري أو حزبي أن يصمد لولا وجود هذا الزخم الشعبي الذي شكّله تواجد الإسلاميين في الشارع الأردني المضغوط و المحتقن .
أتمنى أن ارى أردن أكثر إستقراراً و أماناً حينما يكون خالياً من الفساد و المفدسين , و حينما تمارس فيه الحقوق السياسية .
و في المقابل أستغرب و أندهش من عدم مبالاة أو تدخل وزارة التنمية السياسية لصالح أي عمل أو تحرك حزبي , و حريّ بها أن تقف في وجه فُسّاد السياسة .
في الختام ...
أود تقديم نصيحة عزيزة و غالية لحكومتنا التي أتمنى أن تكون رشيدة و أكثر حكمة و عقلانية , بعد الإجابة على هذا السؤال .
هل تسيرين بنا نحو فتنة سياسية نحن بغنىً عنها لتعبثي عن جهل و سوء تصرف مع الحركة الإسلامية رغم كونك طرف أقوى و صاحبة سلطة و سلطان ؟
محاربتك لجبهة العمل الإسلامي ستقودك لمحاربة الحركة الاسلامية و هذا سيجعلك تحاربين الرموز الدينية و كتاب الله و مساجده و زيّه و تقاليده و أعرافه ... تماماً كما فعلت شقيقتك في العلمانية الحكومة المصرية , و ستجدين نفسك في مآزق أنت صنعتيه بنفسك عندما تواجهين مجتمع مسلم , سينتفض في وجهك دفاعاً عن كتاب الله و عقيدته ؟