الضرب على وتر حساس

تم نشره الأربعاء 09 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 03:02 صباحاً
الضرب على وتر حساس
مصطفى شحادة ابو العينين

ولقد قال من قبلي في هذا كثير ، فما كان لقولهم نفع ولا تاثير ، ولست اقصد بمقالتي احدا بعينه بذم أو تشهير ، ولكني رأيت في مجتمعنا ما ساءني وما رايته أمر جد خطير ، فأحوال الشباب - ولست أقصد جلهم -  لكل محب للوطن نذير ‘ فحال ابنائنا وبناتنا ينذر بالنذر الخطير ، فشاب -  سمسم صار اسمه وكان بالاصل سمير ، وسلسلة تدلت من رقبته – وما السلاسل الا لربط الكلاب والحمير،  وسوار في المعصم كانه قيد وما القيد الا لشرير ، قد اظهر القفا منه  في -خصر ساحل- بلا استحياء فاين الحياء منه واين الضمير ، واين الرقابة على امثالهم يثيرون في الشوارع الفتن والشر المستطير ، ومن خلا خلقه من الحياء وان كان ذو مال فهو في كل شيء فقير ، وتسريحة شعر كانها خارطة رسمت على راس يخلو من العقل ولو بالنذر اليسير ،  وحواجب قد رسمها بالخيط لبئس من رسم وغير في خلق العلي القدير ، ووشم على الكتفين يخال به نفسه قد صار كأبطال القصص والأساطير ، وما علم أن القوة لا تأتي  الا بعقل وفكر منير ، وحسن أخلاق وتدبر وتصرف بعد تفكير ، وهواتف يحملها على الجنبين ليهاتف سوسو وفوفو وعبير ، فترى الجسد منه كالبغال واحلام العصافير ، وان اراد ثقافة تصفح مجلة هابطة وما سمع قط يوما بابن القيم او ابن تيمية او ابن كثير ، فما همه الا ممثل وراقصة ومغن وما سمع عن قران وفقه وحديث وتفسير ، وما عرف للمساجد دربا ولكنه لاندية السهر والغناء كالعصفور يطير ، وجعل مثله الاعلى " جاكسون " و " مادونا " وكانهم في السماء القمر المنير ، ولغته ما عرفتها ان كانت عربية او اجنبية فهي خليط هجين وكلها تكسير ، وان راى فتاة ضحكت في وجهه كاد قلبه من الفرح يطير ، يظنه قد حظي منها بالاعجاب والتقدير ، وما يدري انها ضحكت ( عليه ) ونظرت اليه باشمئزاز وتحقير ، فما احتكت يداه يوما بصخر وما جرب العمل بحر او زمهرير ، وما اعتاد تحمل مسؤولية يحاسب فيها عن كل تقصير ، فان كان لابد من عمل فليس اقل من منصب وزير ، اليس به جدير ؟؟ ، ولا تعجبن -  في زمن انقلبت فيه الموازين ان يصير ، ف ( بابي ) يوفر له كل ما يأمل ويرجو وان كان امر الحصول عليه عسير ، فسيارة يزهو بها ويكاد بها في الشوارع ان يطير ، والصوت يصدح منها مدويا بالغناء والطبل والمزامير ، واموال لا حصر لها ينفقها باسراف وتبذير ، على شلة من الصحب- والصاحب ساحب لصاحبه فاما لخير يجره او للشر به يسير ، الم يكن اولى بها منه مسكين ويتيم وفقير .


وما حال الفتيات افضل .. بل انه في البال غصة والحلق مرير ، ففتاة لا تلبس من الثياب الا ملتصق وشفاف وقصير  ، وما لبست من الثياب الا رقيقها فاظهر مفاتنها وفسرها ايما تفسير ،  واظهر اللحم منها فصار اللحم رخيصا وللفتن يثير ، والله ما كان هذا يوما هو الرقي ولا هذا هو التقدم والتطوير ،  ورفضت لبس الحجاب طوعا في حياتها لكنها سترتديه مرغمة بالاكفان وقد نزع عنها الديباج والحرير ، وظنت ان لبس الحجاب درب من الرجعية والتخلف والتاخير ، ولم تعلم انه العفة والوقار والتقدير ،  الم تعرفونها ؟ - أنها من شلة سوسو وفوفو – إنها صديقة صاحبنا سمسم إنها عبير ، والعطر منها فواح مثير ، والشعر منفوش ومنكوش واحيانا كالحرير ، والوجه مصبوغ بكل الألوان والاصباغ لعله في الشباب مشاعرهم يثير ، والعقل خاو الا من اغنية ومسلسل وما ذاك بكثير ، لمن ستكون زوجاً واماُ وعليها يعقد الامل الكبير ، لتنشيء جيلا يحرر الاقصى ويرفع راية الجهاد والتكبير .

عذرا من كل شاب وشابة ليس فيه من هذه الخصال او مما اثير ، فانتم زهور بلادنا ومنكم يفوح المسك والعبير ، وانتم نور العيون وكحلها واغلبكم ذوو علم وعقل مستنير ، يعلم الله أني لا ارتجي لكم الا الخير والحظ الوفير ، وادعوه لكم ان يوفقكم لكل خير فانه هو العلي القدير ، ويعلم الله قصدي وغايتي – فهو مولاي – نعم المولى ونعم النصير .


Lord.mustafa@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات