الضرب على وتر حساس
![الضرب على وتر حساس الضرب على وتر حساس](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/30244.jpg)
ولقد قال من قبلي في هذا كثير ، فما كان لقولهم نفع ولا تاثير ، ولست اقصد بمقالتي احدا بعينه بذم أو تشهير ، ولكني رأيت في مجتمعنا ما ساءني وما رايته أمر جد خطير ، فأحوال الشباب - ولست أقصد جلهم - لكل محب للوطن نذير ‘ فحال ابنائنا وبناتنا ينذر بالنذر الخطير ، فشاب - سمسم صار اسمه وكان بالاصل سمير ، وسلسلة تدلت من رقبته – وما السلاسل الا لربط الكلاب والحمير، وسوار في المعصم كانه قيد وما القيد الا لشرير ، قد اظهر القفا منه في -خصر ساحل- بلا استحياء فاين الحياء منه واين الضمير ، واين الرقابة على امثالهم يثيرون في الشوارع الفتن والشر المستطير ، ومن خلا خلقه من الحياء وان كان ذو مال فهو في كل شيء فقير ، وتسريحة شعر كانها خارطة رسمت على راس يخلو من العقل ولو بالنذر اليسير ، وحواجب قد رسمها بالخيط لبئس من رسم وغير في خلق العلي القدير ، ووشم على الكتفين يخال به نفسه قد صار كأبطال القصص والأساطير ، وما علم أن القوة لا تأتي الا بعقل وفكر منير ، وحسن أخلاق وتدبر وتصرف بعد تفكير ، وهواتف يحملها على الجنبين ليهاتف سوسو وفوفو وعبير ، فترى الجسد منه كالبغال واحلام العصافير ، وان اراد ثقافة تصفح مجلة هابطة وما سمع قط يوما بابن القيم او ابن تيمية او ابن كثير ، فما همه الا ممثل وراقصة ومغن وما سمع عن قران وفقه وحديث وتفسير ، وما عرف للمساجد دربا ولكنه لاندية السهر والغناء كالعصفور يطير ، وجعل مثله الاعلى " جاكسون " و " مادونا " وكانهم في السماء القمر المنير ، ولغته ما عرفتها ان كانت عربية او اجنبية فهي خليط هجين وكلها تكسير ، وان راى فتاة ضحكت في وجهه كاد قلبه من الفرح يطير ، يظنه قد حظي منها بالاعجاب والتقدير ، وما يدري انها ضحكت ( عليه ) ونظرت اليه باشمئزاز وتحقير ، فما احتكت يداه يوما بصخر وما جرب العمل بحر او زمهرير ، وما اعتاد تحمل مسؤولية يحاسب فيها عن كل تقصير ، فان كان لابد من عمل فليس اقل من منصب وزير ، اليس به جدير ؟؟ ، ولا تعجبن - في زمن انقلبت فيه الموازين ان يصير ، ف ( بابي ) يوفر له كل ما يأمل ويرجو وان كان امر الحصول عليه عسير ، فسيارة يزهو بها ويكاد بها في الشوارع ان يطير ، والصوت يصدح منها مدويا بالغناء والطبل والمزامير ، واموال لا حصر لها ينفقها باسراف وتبذير ، على شلة من الصحب- والصاحب ساحب لصاحبه فاما لخير يجره او للشر به يسير ، الم يكن اولى بها منه مسكين ويتيم وفقير .
وما حال الفتيات افضل .. بل انه في البال غصة والحلق مرير ، ففتاة لا تلبس من الثياب الا ملتصق وشفاف وقصير ، وما لبست من الثياب الا رقيقها فاظهر مفاتنها وفسرها ايما تفسير ، واظهر اللحم منها فصار اللحم رخيصا وللفتن يثير ، والله ما كان هذا يوما هو الرقي ولا هذا هو التقدم والتطوير ، ورفضت لبس الحجاب طوعا في حياتها لكنها سترتديه مرغمة بالاكفان وقد نزع عنها الديباج والحرير ، وظنت ان لبس الحجاب درب من الرجعية والتخلف والتاخير ، ولم تعلم انه العفة والوقار والتقدير ، الم تعرفونها ؟ - أنها من شلة سوسو وفوفو – إنها صديقة صاحبنا سمسم إنها عبير ، والعطر منها فواح مثير ، والشعر منفوش ومنكوش واحيانا كالحرير ، والوجه مصبوغ بكل الألوان والاصباغ لعله في الشباب مشاعرهم يثير ، والعقل خاو الا من اغنية ومسلسل وما ذاك بكثير ، لمن ستكون زوجاً واماُ وعليها يعقد الامل الكبير ، لتنشيء جيلا يحرر الاقصى ويرفع راية الجهاد والتكبير .
عذرا من كل شاب وشابة ليس فيه من هذه الخصال او مما اثير ، فانتم زهور بلادنا ومنكم يفوح المسك والعبير ، وانتم نور العيون وكحلها واغلبكم ذوو علم وعقل مستنير ، يعلم الله أني لا ارتجي لكم الا الخير والحظ الوفير ، وادعوه لكم ان يوفقكم لكل خير فانه هو العلي القدير ، ويعلم الله قصدي وغايتي – فهو مولاي – نعم المولى ونعم النصير .