مهرجان عمان للكوميديا .. السخرية إذ تغدو سلاحا لمواجهة التخلف

واشترك في العرضين، كل من نبيل صوالحة، وميسون زايد، وعامر الزهر، وإيمان مورغان، ونهو تشونج، ورغم تفاوت الوقت الزمني، لكل منهم إلا أنهم استطاعوا جذب الجمهور الذي ملأ مقاعد صالة المسرح، طيلة استعراضاتهم التي لم تخل من إثارة وجاذبية أدائية أخاذتين.
ابتدأ صوالحة فقرته، في تناول مظاهر عامة لبعض النواب، التي عكست سلبا على أداء المجلس النيابي، وخصوصا عندماهنأهم بحل المجلس''، إذ لاقى عاصفة من التصفيق، وانتقل إلى فضاء كوميدي آخر ساخر، منشغلا في تفكيك أسباب حالة الكشرة، والجدية، الزائدة عن الحاجة، لدى شرائح كبيرة من مواطنينا، ومحاولا إعادة تركيب الأمزجة والمواقف لشخوص هؤلاء المواطنين، بعد تفكيكها كوميديا، لجهة المرح والبساطة، والتبسيط، في التعامل الاجتماعي، والسياسي والثقافي، وما يميز الفقرات الفنية التي قدمها صوالحة، أن رسائلها متعلقة بشأن المواطن الأردني، لجهة تقليد الشباب غير الواعي والحضاري للأزياء الغربية كارتدائه للجينز الذي لا يطاول مؤخرة مرتديه.
وكانت ميسون زايد، تتكئ على فضاء إنساني متعلق بالظلم الاجتماعي الواقع على الإنسان العربي، من خلال تجارب مؤلمة مرت بها، منذ طفولتها، ولكنها جعلت من هذه التجارب انطلاقة قوية لها للتقدم في حياتها اليومية، مشهرة السخرية الكوميدية كسلاح فعال في وجه التخلف الذي في أحيان يسود العلاقات الاجتماعية والثقافية فيما بين بني البشر، فغدت في أدائها مثلا للشباب في تحقيق طموحاتهم المستقبلية، أثناء إيجاد موطئ قدم لهم في الحياة الواقعية المعاشة.
وأبرز عامر زهر المفارقات الساخرة، التي تقع للأميركيين من أصل عربي، بين أنماط الحياة والسلوك في المجتمع الأميركي هناك، وبقايا أنماط الحياة التي لا يزالون يحتفظون بها من أوطانهم الأصلية، أو بطرح بعض الرؤى السائدة هناك عن العرب والمسلمين، وما ماز فقراته، هو استخدامه للغة الجسد في التعبير، وتقمص شخوصه التي جسدها كشخصية أب، وأم، وأخ، من الجالية العربية المقيمة في أميركا.
ونهو تشونج الكوري الأصل والذي يتحدث العربية بطلاقة، استطاع شد الجمهور أيضا طيلة أدائه على الخشبة، بفعل المفارقات اللغوية أثناء حديثه كونه كوري، ولكن عند حديثه، تنطرح شخصيته بفضاء اجتماعي وثقافي ونفسي عربي، وجاء عرض إيمان مورغان، سريعا لجهة الوقت الزمني، ولكنه اشترك مع الكوميدي زهر، في تسليط تناولاته على المفارقات الساخرة، بين الجيل القديم والشباب في داخل العائلة العربية في أميركا.
اليوم الأربعاء، في الثامنة مساء، عرض راسل بيترز، وغابريل إيغليسياس، ولاري أوماها، وأنجيلو تساريوشاس، ودين عبيد الله، وأحمد أحمد.بينما العرض الثاني، يعاد تقديه بعد غد الخميس، كعرض ختامي ثاني واخير في المهرجان، من هؤلاء المؤدين.