مؤتمر " العمل الاسلامي " : التمسك بالوحدة الوطنية خيار اسراتيجي

تم نشره السبت 21st حزيران / يونيو 2014 04:21 مساءً
مؤتمر " العمل الاسلامي " : التمسك بالوحدة الوطنية خيار اسراتيجي
جانب من مؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الإسلامي

المدينة نيوز - قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، "إننا نعيش في بلد ظل راسخا وسط اقليم مضطرب رغم اننا نتعرض للاخطار منذ مطلع القرن الماضي".

واضاف المهندس الطراونة في كلمة القاها في المؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الاسلامي الذي بدأ اعماله في عمان السبت، "إن الظروف من حولنا تحيط بنا كحزام النار وكنا اول المتأثرين بتداعيات ماجرى ويجري، وآخر من يصلهم الغوث العربي في ازماتهم".

واكد أن نظامنا السياسي بقي الشاهد على ان الاستقامة في الوطنية والثبات على المبدأ والهوية "هما صمام أمان المحافظة على الوحدة الوطنية وسلامة امن واستقرار وطننا"، مشيرا الى "إننا شهدنا في السنوات الاخيرة أزمات اكتوينا بلسعات نارها حتى بلغنا الربيع العربي الذي ارتد عن اهدافه واصبح عنوانا للفوضى العربية وعنوانا لنهر دم جديد".

واشار الى حكمة القيادة الاردنية وحزمها في ضبط معادلة تطبيقات الاصلاحات المتدرجة والتعامل مع الحراك الشعبي والشبابي بوعي.

واوضح الطراونة، أنه وبصرف النظر عن تقييمنا لما بلغناه من اصلاح وما قطعناه من خطوات، فإن من الواجب ان نتفق على ان ما نعيشه من نعمة الامن والاستقرار مع قدسية حقن الدماء بيننا وبقاء خلافاتنا في مربع العمل السياسي دون ان يتطور الخلاف الى اشكال وابعاد خطيرة، هو انجاز نسجله لنظامنا السياسي ولوعي تجربتنا السياسية التي بدأت مبكرا من القرن الماضي وشارك فيها الجميع برغبة ومسؤولية.

واكد ضرورة اعادة تقييم مواقفنا في المرحلة السابقة لصالح تجنب الاخطاء واستكمال مسيرة الاصلاح والتحديث والتطوير التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في ظل توافق الجميع وبعيدا عن الاقصاء والتهميش والاستعلاء والابتزاز والتهديد.

واعتبر رئيس مجلس النواب، ان جماعة الاخوان المسلمين بقيت حالة نموذجية في العمل التنظيمي المسؤول وكان لها دور جوهري في حياتنا السياسية على مر سنوات، وظلت تجربتها ومشاركتها شاهدا على ان العمل الحزبي يكون مؤثرا متى ما كان منظما.

واضاف "لذلك قد يكون هناك سعي للاستفادة من هذه التجربة، لكن مع التخلي عن سلبياتها في الاستئثار والسيطرة والانانية في الاستحواذ على الساحة السياسية لأننا نريد ان نتمسك بقيم التعددية." ولفت الى انه "ومثلما كان على الحكومات مسؤولية التقصير من جانب، كان على الحركة الاسلامية مسؤولية التعنت وعدم ابداء المرونة واحيانا الاستقواء والذهاب لهوامش الحرد السياسي الذي جاء في غير محله، فأضاع عليها وعلينا فرصة التشاركية والمسؤولية في الخروج من ازمة عنق الزجاجة بمنافع كثيرة وبالسرعة المطلوبة، ما ادخلنا في ازمة مشاركة شعبية في اتخاذ القرار وازمة في ضعف الثقة بسبب ارخائكم حبلا من الجدال طويلا استنزف منا الجهد والوقت دون اي نتاج".

ودعا الطروانة، الى بناء تصور مستقبلي لطبيعة العلاقة بين المكونات السياسية في البلاد والدخول الى غرف الحوار ولكن من دون اي شروط مسبقة واي اتهامات وسوء ظن في نية اي طرف.

وقال إننا اليوم على مشارف استكمال مسيرتنا السياسية عبر اقرار مشاريع قوانين مرتبطة بالاصلاح الاقتصادي والسياسي، ما يتطلب منا "التفاهم على شكل مستقبلنا وحصة الاجيال من عملنا دون ان تتوقف مسيرتنا الاصلاحية بفعل احداث الاقليم من حولنا"، مؤكدا انه إن كان الامن أولا فالإصلاح هو اولوية دائمة، وعلى الجميع العودة الى طاولة الحوار لأن لدينا اليوم مسؤولية التعبير عن تطلعات شعبنا.

وقال" وتذكروا إن كان عندكم مأخذ على شكل ومضمون الحياة السياسية في البلاد، فعليكم انتم ايضا مأخذ في مواقع استفردتم بها، فكان من تجربة نقابة المعلمين وتجربة اتحاد طلبة الجامعة الاردنية ما يؤكد ان التعددية السياسية هي ضمان قبول الجميع بمخرجات العملية الديمقراطية".

وقال رئيس حزب التيار الوطني المهندس عبد الهادي المجالي، إن حال منطقتنا منذ "الربيع العربي"، ازمات انتجتها مسارات التغيير ونزعتنا الى تبديل حالنا بحال افضل، وهو ربيع على اهميته وقيمته، جلب لنا تدخلات الخارج "غير البريئة فزعزت المنجز على بساطته وشوهت القيمة على عظمتها فصار الربيع باعثا للدم الذي يستسقي الدم".

واكد ان ما نرى من حولنا وفي منطقتنا من صراعات وتحولات وتبدلات أمنية ودموية تستوجب منا الحذر والحكمة في التقييم والمراجعة والتشبيك بين المكونات الوطنية كلها بلا اقصاء او تهميش.

وقال، ان التيار الاسلامي صعد في المنطقة وبات الصراع جليا وواضحا بين انظمة وتيارات اسلامية وباتت بقية القوى طرفا منحازا، إما للسلطة او للديمقراطية، مؤكدا اهمية التمييز بين التيارات الاسلامية المعتدلة بنضج ووعي وحكمة وتلك التي اختطت العنف سبيلا.

واكد، أن الاسلاميين المعتدلين مطالبون اليوم بأن يميزوا انفسهم عن كل فكر ونهج إقصائي او عنفي وأن يرسلوا رسائل التطمين للمستويين الرسمي والاهلي لزرع الثقة وحصد القبول والتلاقي الذي ينتهي خيرا على الاوطان ويعظم شأنها وينهي كل خلل او علة.

واعرب المجالي عن ثقته بأن ينتهي مؤتمر حزب جبهة العمل الاسلامي الى استنتاجات وخلاصات قائمة على القراءة الموضوعية والمنطقية لكل ما يدور في ساحتنا ومنطقتنا، ويبني تصورات ومفاهيم تعي ان المتغيرات الاقليمية والدولية تحتاج الى تقييم الرؤية والادوات وتراجعها على نحو مستمر.

من جهته رحب امين عام الحزب حمزه منصور، بأي نقد وأي نصح، لافتا الى "اننا لا ندعي العصمة، والحزب يرحب بالحوار شريطة ان يكون حوارا منتجا وليس استنزافا للجهد، ويمد يده للتعاون مع كل جهد شعبي او رسمي لتحقيق الاصلاح المنشود".

وقال، إن "التعنت ليس من طبيعة الحزب ولا شرط لنا في الحوار الا احترام ارادة الشعب الاردني والانطلاق من المصالح العليا للوطن"، وانه لا خيار امامنا جميعا "الا نكون صرحاء لأن إغماض الجفون على الخلل يهدد حاضرنا ومستقبلنا"، مبينا ان الحزب مع التدرج في الاصلاحات شريطة ان يكون التدرج الى الامام.

واكد منصور اهمية التوافق على قانون انتخاب "يتفق مع المصالح الوطنية وليس قانونا لحزب جبهة العمل الاسلامي وانما قانون يكفل تشكيل مجلس نواب يعبر عن الاردنيين وتطلعاتهم"، مشيرا كذلك الى حرص الحزب على بناء شراكة حقيقية مع كافة القوى السياسية في الوطن.

ودعا الى التمسك بالوحدة الوطنية كخيار استراتيجي للأمة والتصدي للدعوات والسياسات التي تهدف الى تقسيم الامة على اسس طائفية وعرقية، والالتزام بمركزية القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني والتصدي للتطبيع مع العدو الصهيوني.

والقيت في افتتاح المؤتمر كلمات للمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد ورئيس مجلس شورى الحزب المهندس علي ابو السكر والمهندس غيث القضاة، واميمة الاخرس، وامين حزب الحياة الاردني ظاهر عمرو، وعودة قواس وامين عام مجمع النقابات المهنية الدكتور فايز الخلايلة وموسى الحديد.

واكد المتحدثون دقة وخطورة الظروف والمتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة والتزام القوى السياسية الاردنية بتحقيق الاصلاح الحقيقي في كافة المجالات وسلمية حراكها في الشارع واجماعها على رأس النظام والحفاظ على الوحدة الوطنية والوفاق الوطني وتحقيق العدالة والمساواة واجراء مزيد من التعديلات الدستورية لتحقيق تنمية سياسية وحزبية حقيقية.

ويناقش المؤتمر في جلسته المسائية المغلقة السياسات العامة للحزب واقرارها فيما ينتخب 10 بالمئة من المكملين لأعضاء مجلس الشورى السابع.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات