البنك المركزي والاستقرار المالي

تم نشره الإثنين 23rd حزيران / يونيو 2014 12:49 صباحاً
البنك المركزي والاستقرار المالي
د. فهد الفانك

في الاخبار أن البنك المركزي يرغب في توسيع دائرة اختصاصه بحيث يصبح مسؤولاً عن الاستقرار المالي إلى جانب الاستقرار النقدي، الأمر الذي يتطلب تعديل القانون.
من الناحية العملية فإن البنوك المركزية تهتم بالاستقرار النقدي والمالي والاقتصادي ولكن عن طريق السياسة النقدية، والتصرف بأدواتها، وخاصة سعر الفائدة، وعرض النقد، ونسبة الاحتياطي النقدي الالزامي لدى البنوك، والتعامل في السوق المفتوحة وقيادة الجهاز المصرفي، وتثبيت سعر الصرف، والحد من التضخم، وفرض المعادلات والحدود التي تضبط سلوك البنوك.
أما الاستقرار المالي فيبقى مسؤولية السياسة المالية المناطة بوزارة المالية، وخاصة إدارة الموازنة العامة بما فيها الضرائب والإنفاق العام والاقتراض، مما لا يدخل في اختصاصات البنك المركزي.
الاتجاه العالمي، وخاصة بعد الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة، أن تتوسع اهتمامات البنوك المركزية ومسؤولياتها، بحيث أصبحت تعدل سياساتها النقدية للتعامل مع مشكلات اقتصادية واجتماعية مثل تراجع أو تباطؤ النمو الاقتصادي، أو ارتفاع معدل البطالة.
البنك المركزي الأميركي (فدرال ريزيرف) هو الذي شق الطريق وتدخل بقوة لمنع تحويل الأزمة إلى حالة انهيار كامل، ولكنه لم يتدخل في شؤون الخزانة بل غمر الأسواق بسيولة رخيصة، وبفائدة لا تزيد كثيراً عن الصفر، واشترى الاوراق المالية التي كانت بحوزة البنوك المأزومة لتعزيز سيولتها وتمكينها من استمرار تمويل الفعاليات الاقتصادية.
هناك التباس في مجال تشابك الصلاحيات المالية التي يجب أن تظل مسؤولية وزارة المالية، بحيث أن البنك المركزي يتدخل لإحداث الأثر المالي المطلوب، ولكن من خلال أدواته النقدية.
البنك المركزي مستشار اقتصادي للحكومة، وذراع من أذرعتها، وهو يرتبط مباشرة برئيس الوزراء، وعن هذا الطريق يستطيع التدخل بشكل غير مباشر دون أن يتورط.
توظيف السياسة النقدية التي يمارسها البنك المركزي لدعم الاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي أمر ليس جائزأً ومرغوباً فيه وحسب، بل مطلوب أيضاً. وهو لا يتطلب تعديل قانون البنك المركزي.
تعديل قانون البنك المركزي وارد في مجال تطبيق توصيات لجنة النزاهة التي اعترضت على تشكيل مجلس إدارة البنك بشكل يسمح بتناقض المصالح عندما يجلس مدراء بنوك في المجلس ويسهمون في صنع قراراته التي تمس بنوكهم، ويطلعون على توجهات البنك قبل الإعلان عنها ووضعها موضع التنفيذ.

(الرأي 2014-06-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات