عمان تحتضن معرض "مساجد تشد إليها الرحال"

المدينة نيوز - بعد جدة والدار البيضاء والرباط، تحط رحال المعرض التشكيلي التراثي الإسلامي مساجد تشد إليها الرحال في عمان مطلع النصف الثاني من الشهر الحالي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في جبل اللويبدة.
وبمشاركة 20 فنانا من 15 دولة عربية وإسلامية، يفتتح في التاسع عشر من الشهر الجاري المعرض في محطته الرابعة، للفكرة التي تبناها ويرعاها الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، للاحتفاء بالمكانة المقدسة التي تحتلها مساجد الإسلام الرئيسية الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
تسعى فكرة المعرض الذي انطلق أول مرة قبل ثلاثة أعوام في مدينة جدة السعودية، إلى إقامة علاقة جمالية فنية روحية بين المساجد الثلاثة وبين عدد من الفنانين، كما تأتي هذه الفعالية في إطار الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009.
وظهرت فكرة المعرض بالأساس عندما اختيرت مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006، ونظم للمرة الأولى بمدينة جدة السعودية، ثم نقل العام الجاري إلى الرباط فالدار البيضاء في المغرب، وسيشد المعرض رحاله بعد ذلك في دورة خامسة تشهدها العاصمة التركية أنقرة تعقبها محطات أخرى.
يشارك في المعرض الذي تنظمه مؤسسة ليان للثقافة بالتعاون مع المتحف الوطني، الفنانون: أحمد مصطفى وعادل السيوي من مصر، ضياء عزيز ضياء وعبد الله حماس وعبد الله الشلتي ونوال مصلي من السعودية، ومحمد كريش من المغرب، ايرينا كوندا من غينيا، كوروس حسن زاده من إيران، ورانيا سراقبي من لبنان، وجميل أحمد بلوشي من باكستان واديمي عبد الفتاح من نيجيريا، ومحمد عايش بن عبد العزيز من ماليزيا ومسرول هندريك من إندونيسيا، وشاهنوزه مامينوفا من أوزبكستان، ومحمد الشمري من العراق، ونصرة قولبان من تركيا، د. أحمد مصطفى من انجلترا، د. عرفات النعيم من الأردن ومحمد بشناق من فلسطين.
في إشارة لافتة، يشارك الفنان والخطاط العربي د. نصار منصور في أعمال خطية ضمن لوحات المعرض. وهي المشاركة التي تمثل إسهاما مضاعفا في فعاليات المعرض من قبل منصور بعد لمساته المهمة لتطوير شعار المعرض الجوال، وهو الشعار الذي صممته سمو الأميرة ليان بنت فيصل آل سعود على شكل ثلاثة أهلة بألوان مختلفة هي الأخضر والذهبي والأسود، كونت في مجملها لفظ الجلالة. يقول الأمير فيصل مساجد تشد إليها الرحال هو ما شدني لتوصيل رسالة جسدها العمل الفني لسبعة عشر فنانا وفنانة كانت لهم الحرية في التعبير الإبداعي لرسم هذه الأماكن المقدسة التي خصها الله في كتابه العزيز وسنته المطهرة.
ويضيف كان النتاج ما نراه من أساليب مختلفة ومتنوعة تمثلها ثقافات أثرت عليها بيئاتها ومجتمعاتها وتفكيرها، ولكن وحدتها في رسالتها ومضمونها وروحانية الإسلام وعبق التاريخ لهذه المواقع الطاهرة، وإن دل على ذلك شيء فإنما يدل على عظمة الروابط وقوتها ومتانتها مهما اختلف اللسان أو اللون أو الشكل.
ويرى الكاتب السعودي عبد الرحمن السليمان في كلمته المدونة على كتيب المعرض في أعمال هذا المعرض نجد اختلافا وتنويعا يتبدى في أعمال المجموعة المختارة من أماكن متباعدة من السعودية وإندونيسيا وإيران والعراق وتركيا ومصر وماليزيا وغيرها لكنه تباعد جغرافي يقربه المعتقد الواحد، والإيمان الواحد. ويبين أن هذا الاختلاف يتبدى في مقدار تشكل صورة المكان المقدس الذي يراه كل فنان من زاوية أو جانب تمثل فيه الصورة الشبيه أو مع شيء من تحويرها أو الإضافة إليها أو تجريدها مشيرا أن بعض الفنانين أبدت صورته تأثرا بالانطباع الذي تشكله مشاهداته الضوئية من بعيد في حين التمثيل يكون أقرب ضوئية عند البعض الآخر ممن يمكن إن شاهدوا أو عايشوا لحظات العلاقة المباشرة بالمكان المقدس بينما تتحول الصورة (المشهد) إلى حكاية تنصهر فيها المشاهدات والمعايشات بالخيالات ومن ثم الإضافة الفنية التي تقرب وتعمق أو تربط بين المادية والروحانية. ويذكر أن مؤسسة ليان للثقافة تأسست العام 2007، وتهدف إلى ابراز الحضارة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل من خلال تبينها للمواهب الشابة المتميزة وتشجيعها للرفع من قدرات التميز لديها في مجالات الرسم والنحت والخط والتصوير، وكذلك اقتناء القطع الفنية التي تخدم أهداف المؤسسة.
وتهتم المؤسسة بتنظيم المعارض الفنية والتراثية وإصدار المطبوعات والأبحاث والنشرات التي تعكس نشاطها، إضافة إلى عرض المقتنيات الخاصة التس تملكها محليا ودوليا، وتنظيم مسابقات دورية للموهوبين في مجال الإبداع الفني، وعقد ورش العمل والدورات التدريبية وتنظيم مؤتمرات وندوات في مجال تخصصها.