جوع وفقر وحرمان.. تعيشة أسرة أردنية سكنت حي وافدين؛ لرخص السكن
أسرة أردنية بناتها في سن العشرين والثامنة عشر إستأجرت في حي للوافدين.. تنشد أرخص الأجور، بعد طردها من مستأجرها ثلاثة مرات لتقصيرها في دفع أجرة المنزل...
قبل إنتصاف ليلة الأمس بسويعات إتصل بي أحد المعوزين وبثقة عالية طلب مني توفير مبلغ بسيط من المال له ليشتري كشك قهوة لتأمين دخلاً له ولأسرته.. وتابع يطلب الخبز له ولأسرته مؤكداً لي أنهم بلا طعام ولا شراب منذ صباح البارحة.. سارعت لإتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمينه وعياله بالطعام قاطعا له عهداً على نفسي أن لا أتركه حتى تستقر أموره.
وبما أن الصحفية جوليت كانت في جرش ضيفتي وأسرتها، حيث سكني، وهي من سكان أربد، وطالب النجدة في طريق عودتها، ومن سكان الحصن.. طلبت منها ومن زوجها العودة سريعا لإربد وتأمين الأسرة المعوزة بمبلغ بسيط من المال وكمية بسيطة من المواد التموينية، وهذا ما جرى منهم إذ أوصلوا النجدة المستعجلة لصاحبها.
هاتفتني الصحفية جوليت باكيةً بعد خروجها من منزل الأسرة المعوزة تقول لي: أتمنى لو لم تطلب مني الذهاب لهذه المهمة.. وأردفت: هناك أسرة أردنية فيها بنات بسن العشرين والثامنة عشر تسكن حيً للعمال الوافدين بحثا عن رخص المستأجر المتهالك الذي لا يتجاوز بمساحته الثلاثون متراً مربعا.. تنهدت الصحفية وهي تقول: فرحوا كثيرا للأغراض وهللت وجوه الأطفال وباقي الأسرة التي ما أن تلقفت الخضار حتى باشرت تأكل منها.. وتابعت مكررة قولها: لم يأخذ الرجل مبلغ المال وتحرج مني فناولتهم لأبنته الصغرى بعمر السابعة..
أخبرتني الصحفية جوليت أن البيت لا يوجد فيه أثاث البتة، ولا أيُ من الأجهزة الكهربائية والتي كانت تبيعها الأسرة كلما توفرت لتستبدلها بطعام.. وأكدت لي الصحفية أن كل ما هو لدى الأسرة لا يتعدى عدد من الكراتين المتناثرة ومطوى يكتنف أغطية وفرشات قد لا تكفي لأفراد الأسرة السبعة الذين يرتدون الثياب الرثة ببطونهم الخاوية.
رب الأسرة المحروم حتى من راتب التنمية الإجتماعية رغم أمراضة المتعددة لوجود رقم ضمان إجتماعي بإسمه لصلته بعمل فصل منه منذ سنوات لتجبر أصحاب الشركة الأجنبية عليه والتي عمل بها بكفاءة وإقتدار لسنوات... لم يطلب مني إلا أن أخبركم بقصته دون أن أشهر به حتى لا يهدر ما بقى له من كرامة.. آملاً أن يقدم قدم له مجتمعه الأردني العربي المسلم المساعدة لشراء كشك قهوة يستره وأسرته ويمنعه العوز.. ويستركم أنتم مع الله ويبلغكم رحمته.