الاعلام وتدمير الاستثمار
لا أحد يشك بأن الاعلام أداة خطيرة وسلاح ذو حدين قد يستخدم كسلطة رابعة ضمن ضوابط الشفافية وميثاق الشرف الاعلامي والبعد عن التكسُب من المؤسسات والاشخاص، لينطلق نحو البحث عن الحقيقة لايصالها للناس،حينها يحق لنا تسميته بالسلطة الرابعة.
أما إذا استخدم الحد الاخر للاعلام وهو الابتزاز واللعب السياسي وإثارة الفتنة واغتيال الشخصية ، يكون خطره حينها رهيب ومدمر وكلنا يدرك تماما ما يحصل حولنا في الدول المحيطة من هجمات شرسة للاعلام كلف هذه الدول وجودها ووحدتها وانظمتها فغاصت في غمار الفوضى والاقتتال وكان السبب الرئيسي لذلك الاعلام ، حتى جاز لنا وصف بعض هذه الوسائل بانها (فتنة العصر).
أعود الى الوطن الذي ابتلاه الله باعلاميين مغمورين فتحوا بواباتهم الالكترونية ليتدفق سمها القاتل باتجاه الوطن ومؤسساته واستثماراته ليقع المستثمرين ضحية عصابة الاعلاميين المغمورين الذين نصبوا انفسهم اصلاحيين وهم راس الفساد، فلهم اجندة ينسقون فيما بينهم حتى يصطادوا اول ضحية سواء كان شخص او مؤسسة ليفتحوا الطريق امام بقية الرهط لنهش هذا المستثمر او تلك المؤسسة ، والمشكلة الحقيقية لهؤلاء الذين يدعون بأنهم اعلاميين لا يتحدثون عن الفساد الا حين تنتهي عقودهم مع تلك المؤسسة او يتأخر وصول الاعطيات لهم، فتنطلق ابواقهم وتحليلاتهم واسفافهم دون مراعاة لحرمة المؤسسة أو اصحابها ودون خجل من الوطن الذي اصبح يأن تحت ضربات هؤلاء الاعلاميين الخبثاء الذين ارتضوا لانفسهم لعب هذه الادوار القذرة والمشبوهة، وهنا اهيب بالدولة ومؤسساتها بأن تضع ميثاق شرف اعلامي لهذه المهنة ومن يعمل بها حتى نتجنب شرور هؤلاء الاوغاد الذين لا يساوي الوطن عندهم قيمة قسط طالب جامعة، والذي قد يكون سبب لدى بعضهم في مهاجمة هذه المؤسسة او تلك، او قد يكون سبب ذلك انتهاء عقد قد لا يتجاوز 2000 دينار، هذا هو راس مال هؤلاء المبتزين الذين لا يراعون في الوطن ومؤسساته، إلا ولا ذمة ..حمى الله الوطن من التجار والمأجورين والمغمورين.