مخرج سينمائي لبناني يواجه قاتل والدته في فيلم وثائقي !

المدينة نيوز- عندما واجه ديجول عيد قاتل والدته في شارع هاديء باحدى القرى في شمال لبنان حقق في النهاية ختاما من نوع خاص للصدمة النفسية التي ظلت تنغص حياته على مدى ثلاثة عقود تقريبا.
يقول المخرج في نهاية فيلمه الوثائقي اللافت للانظار والشخصي جدا "شو صار.. غريب انو ما بتتذكرني .... انت اللي قتلت أمي".
ولم تذهب الكلمات سدى بالنسبة للرجل الذي واجهه عيد حيث ظلت الكاميرا تطوف على نحو محرج فوق وجهه لفترة كأنها الابد.
وينهار عيد باكيا وهو يقف داخل المنزل الذي اصبح مهجورا والذي هاجمه مسلحون من عائلة منافسة تنتمي الى حزب سياسي منافس في ديسمبر كانون الاول عام 1980.
وفي تلك الليلة فقد عيد الذي كان عمره عشر سنوات والديه واخته وتمكن من الهرب مع أخت اخرى.
ويمثل الفيلم لحظة الحبكة الدرامية الفارقة في الرحلة التي بدأها عيد من منزله الحالي في جزيرة كورسيكا الفرنسية الى القرية اللبنانية التي قتل فيها 14 من افراد عائلته في مذبحة.
وكان تأثيره شديدا على جمهور مهرجان دبي الدولي للافلام حيث عرض هذا الفيلم الوثائقي قبل يومين.
وقال المخرج ان الدافع الذي جعله يصنع هذا الفيلم كان محاولة نبش جراح الحرب الاهلية اللبنانية الوحشية التي جرت بين عامي 1975 و1990 التي يقول انها لم تندمل بعد برغم العفو العام الصادر بعد الحرب عن كل الفظائع التي جرت فيها.
كانت مجتمعات اخرى مرت بتجربة مماثلة للعنف الطائفي قد اتبعت نهجا مختلفا مثل لجان تقصي الحقائق في جنوب افريقيا بعد تفكيك النظام العنصري.
وقال عيد فيما بعد انه حاول ان يفعل ما لم تفعله الحكومة وان الفيلم بالنسبة له لا يدور حول الحرب الاهلية اللبنانية وانما بشأن عدم قيام الحكومة باي شيء من اجل اعادة فتح الملفات.
وكان التوازن الهش داخل النظام السياسي اللبناني الذي يقوم على الطائفية بما في ذلك وجود الجماعات الفلسطينية قد انهار في حرب اجتذبت قوى اجنبية بينها اسرائيل وسوريا والولايات المتحدة.
وقدر عدد القتلى في هذه الحرب بحوالي 150 الفا.
ويجري المخرج مقابلات مع اقاربه الذين يقولون انهم لا يزالون يعتقدون ان المذبحة كانت عملية انتقامية.
وقال بعض المتفرجين ان عدم وجود اي صوت من الجانب الاخر يجعل الفيلم نفسه نوعا من الانتقام.
ويجيب عيد بانه نظر الى العمل كوسيلة شخصية للتصالح مع واقعة ظلت تلازمه سنوات طويلة وقال انه حاول الانتقام.
وقال مخرج الافلام الوثائقية الذي يبلغ من العمر 39 عاما انه كان يعرف من قبل انه سيتناول موضوعا صعبا وان الكاميرا مثل السلاح يمكن ان تكون خطيرة واضاف ان الفريق المكون من ثلاثة اشخاص غادر القرية بسرعة.
وقال ان المصور كان مذعورا ويرتعد بالفعل وانه غادر بعد انتهاء التصوير على الفور.