الاغتراب والموت والطفولة تطغى على فعاليات دبي السينمائي

المدينة نيوز - يسدل الستار اليوم على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي حيث ستعلن جوائز المهر الذهبي للافلام العربية بشقيها القصيرة والطويلة ومثلها لافلام من قارتي افريقيا واسيا .
اتسمت مشاركات السينما العربية في هذه الدورة بذلك الكم الوفير من الافلام التي يحققها مخرجون شباب جدد في بلدان الاردن والعراق وفلسطين والمغرب بالاضافة الى بلدان الخليج العربي وجميعها تبرز مساحات من البوح والرؤى السمعية البصرية المبتكرة لتحولات متفاوتة في ميادين الابداع والسياسة والرياضة والاقتصاد والثقافة بالاضافة الى معاينة جمالية الى التكوينات التي يتشكل منها النسيج الاجتماعي في اكثر من بيئة .
تنحاز اغلبية فعاليات المهرجان هذا العام الى عالم الافلام على حساب الظاهرة النجومية رغم وجود عدد لا باس به من ابرز وجوه التمثيل في السينما المصرية والهندية والاوروبية ولكن دون ان يطغى ذلك على حضور صناع الافلام من مخرجين وتقنيين ومنتجين .
هنا يحضر النجم عمر الشريف الذي يؤدي دورا بفيلم فرنسي والنجم الهندي اميتاب باتشان صاحب الشهرة اللافتة في اوساط عشاق السينما الهندية بالاضافة الى الممثل المصري عمرو واكد احد وجوه التمثيل في السينما المصرية الجديدة وايضا زميله الممثل فتحي عبد الوهاب الذي اضطلع بالدور الرئيسي بفيلم (عصافير النيل) للمخرج المخضرم مجدي احمد علي والمرشح الى احدى جوائز المهرجان الرئيسية لا ينافسه في ذلك سوى فيلم مواطنته (واحد صفر) للمخرجة كاملة ابو ذكري .
الافلام العراقية والفلسطينية مشبعة بالانقاض والموت على خلفية الاحداث الجسيمة التي تتصدر نشرات الاخبار المليئة بالتجريب والابتكار والثراء كالفيلم الذي قدمه كل من المخرجين: شوكت أمين كركي وزملائه حيدر رشيد وهادي مهود والفلسطيني رشيد مشهراوي.
ففي الفيلم الروائي (ضربة البداية) لشوكت امين يبدو ذلك الاهتمام بتجاوز حالة الانقسام التي تعيشها بلدة في شمال العراق لخصته كاميرا الفيل بحذق ومهارة في تصوير اجواء لعبة كرة القدم لكنها مفعمة بالاحداث والاحاسيس والمشاعر لشخصيات منتقاة من شريحة اجتماعية داخل فسيفساء البنية الاجتماعية العراقية.
وسلطت افلام مثل (أبي .. خالي) و(انهيار) لهادي ما هود و(الاجنحة الصغيرة) لرشيد مشهراوي و (المحنة) لعدي رشيد الضوء على زوايا جديدة في تفاصيل الحراك اليومي للمجتمع العراقي اليومي وتوثيقه حيث يخوض فيها الانسان هناك تحديات الواقع المثقل بالاعتراب والانهيار الثقافي والفقر والعنف والاحتلال في اكثر من معالجة للهموم والتطلعات التي يرنو اليها الانسان العراقي .
على صعيد اخر جاءت افلام روائية عربية طويلة هي باكورة صانعيها على غرار: (اميركا) لشيرين دعيبس و(وداعا يا غاري ) لنسيم عمواش المقيم بفرنسا و (كل يوم عيد ) للبنانية ديما الحر و (الرجل الذي باع العالم ) للاخوين سويل وعماد النوري مجبولة بقساوة الحياة الهامشية للمدن الكبرى بفعل الاحتلال والغربة والكوابيس الى جوار الظروف الصعبة لنسوة في سعيهن الدؤوب الى الانعتاق .