إفطار النقابة تبذير وتحذير

تم نشره الأربعاء 09 تمّوز / يوليو 2014 10:04 مساءً
إفطار النقابة تبذير وتحذير
إسماعيل حسين محاسنه

لقد قامت نقابة المعلمين لخدمة المعلم ، والارتقاء بمهنته ، وتعزيز مكانته الاجتماعية ، وتحسين مستواه المعيشي ، واستقراره الوظيفي ، وتطوير العملية التربوية بالتعاون مع مؤسسات الدولة ، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم ، ولم يكن من ضمن أهدافها الرعاية الاجتماعية لأي فئة في المجتمع ، أو تقديم طرود المساعدات ، وموائد الرحمن للمحتاجين والأسر العفيفة ، ولا إقامة الولائم والدعوات للمسؤولين والأحباب والأصحاب .

إن ما يقوم به مجلس النقابة انحراف عن أهداف النقابة ورسالتها ، وإضاعة للوقت والجهد ، الذي يجب أن يستغل في تحقيق رسالة النقابة التي بينها قانونها ، وفصل جزءا منه نظامها الداخلي ، وهدر لأموال النقابة في أعمال لا تخدم المعلم ، ولا العملية التربوية ، لا سيما وأنكم تفتحون بابا لن يغلق ، وتستنون شرعة لن تترك ، ونحن أحوج ما نكون إلى المحافظة على أموال النقابة ، واستثمارها ، لبناء مشاريع تعود على المعلم بالنفع والخير .

وأتساءل مستغربا ، ما الغاية من الدعوة ؟؟!! فإذا خطر ببال أحد منكم أن المدعوين الذين لا أعرفهم سيخدمون النقابة ، فقد أخطأ سهمهم ، وخاب ظنهم ،فالمسؤولين ابتداء برئيس الحكومة ، ومرورا بوزير التربية والتعليم ، وانتهاء بمديري الدوائر في الحكومة مجربون ، ومعروفون لا عهدا لهم ولا ذمة ، فهم لا يضيئون لك شمعة ، لا بل يطفئون شموعكم إن اتقدت ، وربما يقيمون حفلة سمر على نقابتكم إن احترقت ، ولو أضأتم أصابعكم مشاعل في ليلهم لبتروها ، ولن تكونوا أعز عليهم من الوطن ، الذي تربوا على أرضه ، وأكلوا خيره ، وعيونهم على غيره ، حيث فللهم الجميلة في أوروبا ، العامرة بالغانيات ، وموسيقى الديسكو والراب ، فدينهم ضعيف ، وفكرهم سخيف ، وأكلهم عذب ،ولا يملح لهم زاد ، وسيأكلونكم لحما ، ويرمونكم عظما .

أما إن كانت الغاية عمل الخير والإحسان في هذا الشهر الكريم ، فهذه جهالة ما عهدتها ، فما هؤلاء الذين يستحقون الدعوة ، وما هؤلاء الذين يكتب لكم الأجر عليهم ، وهم متخمون بطنا شربا وأكلا ، ومتخمون عقلا فسقا وجهلا ، ومتخمون عملا ظلما وجورا ، واتخموا الوطن بفسادهم وإفسادهم ، وما عملكم هذا إلا مباركة لقبيح أعمالهم ، وكان الأولى بكم لو كنتم تبغون وجه الله ، ويهمكم رضاه ، أن تبحثوا عن الأيتام والفقراء الذين لا يعرفون الطبخ ولا النفخ ، ويعيشون على فضلات مدعويكم التي يلقونها في الحاويات ، وتوزعوا عليهم طرود الخير بحق وعدل ، لا كما تفعل الأوقاف والجمعيات الخيرية ، المتاجرين بكرامة المحتاجين ، وعفة المساكين ، وعندها لن نعترض عليكم ، أو لعلكم عمدتم إلى مسح شامل للمعلمين الذين لا يصلون نهاية الشهر إلا بشق الأنفس ، لكثرة التزاماتهم ، فقدمتم قسطا جامعيا ، أو حقائب قرطاسيه ، أو ملابس العيد لأبنائهم ، وعندها سنبارك جهودكم ، وربما دفعتم بعضنا لمشاركتكم ودعمكم ، ومباركة جهودكم .

أما وقد كثر الحديث عن هذه القضايا ، وغيرها مما لا أريد الخوض فيها ، وأصبحت أموال النقابة سبيلا يتناول منه كل عابر طريق كما يصور كثير من المعلمين ، ودقوا بينهم عطر منشم وارتفعت أسنة الخصام بين كثير منهم ، فإننا نرجو أن يقف الأمر عند هذا الحد ، ونحذركم من الاستمرار في هذا النهج مع أموال النقابة ، حفاظا على متانة نسيجنا المهني ، وصونا لمشاعر الأخوة والزمالة ، ونبتعد عن تقليد الآخرين في أفكارهم ، واحتفالاتهم ، واهتماماتهم ، ونكرس جهدنا ووقتنا ومالنا للتفكير فيما ينفع المعلم وأسرته ، ويعينه على مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها ، فقد عول المعلم كثيرا على نقابته ، فلا تخيبوا ظنه ، وتضاعفوا همه ، ولتكن هذه نقطة بداية النهاية ، والله من وراء القص



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات