أرقامنا الحكومية أصدق من إفتراءات العالم

تم نشره الثلاثاء 08 تمّوز / يوليو 2014 12:46 صباحاً
أرقامنا الحكومية أصدق من إفتراءات العالم
غاندي أبو شرار

في تقرير منشور لمنظمة الشفافية العالمية للعام 2011 حول مقياس النزاهة العالمية لعدد من الدول , توفره للمتصفحين بصيغة Excel xls من باب الشفافية, يرى المتصفح تناقضاً كبيراً و ملحوظاً في نسب التنمية السياسية و الحزبية التي تضمنها التقرير مع تلك النسب التي تصرح بها حكومتنا على الدوام , و الغريب بالنسبة لنا كأردنيين و نحن ننظر الى أنفسنا كمركز للكون !!! أن نرى بعض الدول !!! المتخلفة بنظرنا !!! مثل كينيا و أذربيجان و ليبيريا و قد سبقتنا في سلم التنمية السياسية خصوصاً في حرية تشكيل الأحزاب و عدم التضييق عليها .

تقول بعض الأرقام الصادرة عن التقرير و الحال لم يختلف أبداً عما نحن عليه في العام 2014 لعدم وجود قانون إنتخاب جاهز و عدم وجود قانون أحزاب متفق عليه من الاحزاب و عدم وجود برلمان نيابي شعبي , أن 60% فقط من المواطنين الأردنيين يملكون فرصاً متساوية للمشاركة في الأحزاب السياسية في الأردن بينما تصرح الحكومة الأردنية من خلال تصريحاتها المختلفة خلاف ذلك بتاتاً , لتقول أن كل المواطنين يملكون فرصاً متساوية للمشاركة و بأنه لا يوجد مطلقاً أي نوع من المضايقات أو المنع أو التأثير على إرادة المواطنين في ميولهم و أفكارهم و إتجاهاتهم الحزبية و السياسية و الدليل اني سمحت بإقامة ملتقى للأحزاب السياسية في عقر الجامعات الأردنية الممنوعة عليهم .

رقم أخر صادر عن النزاهة الدولية يقول أن 50% فقط من المواطنين الأردنيين قادرين على تشكيل أحزاب سياسية و الباقين غير قادرين. بينما تقول الحكومة أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون و لهم الحق في تشكيل الأحزاب .

طبعاً حكومتنا الموقرة تعلم علم اليقين و تهتم بتلك الأرقام و التقارير أكثر من إهتمامنا نحن بها كمواطنين أو كحزبين , و تحاول على الدوام نفي تلك الإدعاءات و الإدعاء بخلاف ذلك تماماً , و الإدعاء بأنها تحترم حقوق مواطنيها السياسية, سعياً منها للمحفاظة على تدفق المساعدات المالية الدولية لها , و التي تحولت آلية الدعم المقدمة من الدول المانحة في السنوات الخمس الاخيرة من دعم نقدي مباشر إلى دعم نوعي مُتمثل بتمويل المشاريع , بسبب التقدم الملحوظ للأسف للأردن في سلم دول الفساد و التراجع الملحوظ في مقياس الشفافية , بل باتت آلية الدعم تستند إلى أرقام تلك التقارير التي تصدرها المنظمات المتخصصة كشرط لديمومة تدفق المساعدات و تحديد حجمها .

فحكومتنا تدعي على الدوام أن إباحة العمل الحزبي المطبّق حالياً - وجود 34 حزباً سياسياً في الوقت الراهن و المزيد منها قادم - لدليل على إطلاق باب الحريات و إحترامها لحقوق مواطنيها السياسية . و يصرح وزير شئونها السياسية و البرلمانية أن الحكومة بصدد طبخ قانون إنتخاب نزيه و عصري سيرى النور خلال العام القادم , و تارة أخرى يصرح بأن عزوف الشباب الأردني عن العمل الحزبي شيء طبيعي جداً و أنه يعزى تلك الظاهرة إلى أنها عالمية الحدوث.

في وقت تغفل فيه حكومتنا الموقرة أن الطابق لدينا بات اكثر من مكشوف و عالأخر أمام العالم أجمع ... و إلا ما كان لهم أن يصنفوننا تارةً في أعلى درجات سلم الفساد و تارة في أدنى درجات سلم الحريات الإعلامية , ناهيك عن الإهانة تلو الإهانة التي يوجهونها لنا بأننا دولة غير حرة ديمقراطياً بينما يددعو جلالة الملك الحكومة لتنفيذ أوراق نقاشاته الديمقراطية .

كم هي مسكينة حكومتنا فهي تحاول جاهدة إقناع الجميع ( نحن و العالم ) أن فتحها لباب الحريات السياسية لا يوجد ما يقابله من أبواب موصده , و لسان حالها يقول : ما المانع من تبعية الاحزاب لوزارة أمنية , و ما المانع من إفراغ وزارة التنمية السياسية و تفويضها بإقامة ورش عمل , و ما المانع من تدخل الأجهزة الأمنية في عمل الأحزاب , مادام كل ذلك يُفعل لحماية الوطن ؟!

بالفعل كم هي مسكينة حكومتنا حينما تصدق نفسها و تريدنا أن نصدق ما تقوله , غير مدركة أن مرآة الواقع تعكس مدى تقدم تنميتنا السياسية من تراجعها , و أن عدم وجود قانون إنتخاب و أحزاب مستقرين إلى جانب عدم وجود برلمان شعبي بعد ثلاث دورات متتالية إنما هو عين الفشل نفسه , و يخلف على تلك التقارير التي لم تصنفنا في ذيل القائمة , و تكرمت علينا بأن أبعدتنا عن ذيلها قليلاً .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات