الشقيقة الكبرى والشقيق التوأم والعدوان على غزة

تم نشره الإثنين 14 تمّوز / يوليو 2014 01:45 صباحاً
الشقيقة الكبرى والشقيق التوأم والعدوان على غزة
ياسر الزعاترة

لا خلاف على أن الموقفين الأبرز اللذين كان من الطبيعي أن يلفتا الانتباه في السياق المتعلق بالعدوان على قطاع غزة هما الموقف المصري، والموقف الفلسطيني الرسمي.
وإذا قدمنا الموقف الفلسطيني الرسمي تبعا لكونه الأقرب، وسمَّيناه في العنوان “الشقيق التوأم”، فإنه بالإمكان القول إننا إزاء موقف بائس بامتياز، ولولا بقية حياء لقال إن لنتنياهو الحق بفعل ما يشاء لحماية مواطنيه من الصواريخ!! وقد قالت قريبا من ذلك دوائر مقربة من السلطة. وحين يقول الرئيس إنه حاول إقناع حماس بوقف الأعمال المسلحة “لكنها لم تقتنع مع الأسف”، فهذا ينطوي على تحميلها المسؤولية دون أدنى لبس.
لا يتوقف الأمر عند الموقف السياسي، وحتى لو خرج الرئيس وكل المتحدثين باسم السلطة، وشجبوا ونددوا بالعدوان، فإن ذلك لا يشكل أدنى أهمية بالنسبة للعدو الذي يستمتع بالتنسيق الأمني، ذلك الذي لم يَجرِ التلويح؛ مجرد التلويح بوقفه من أجل وقف العدوان على القطاع.
ما كان مطلوبا من السلطة الفلسطينية، ومن حركة فتح؛ ليس فقط وقف التنسيق الأمني، بل إشعال الوضع في الضفة الغربية، وأقله السماح باشتعاله (الجماهير جاهزة)، لأن ذلك هو المسار الوحيد الكفيل بلجم العدوان، أما الفعاليات المحدودة كتلك التي جرت على أهميتها، فلا يمكن أن تكون ذات قيمة في تحديد خيارات العدو الصهيوني.
كان الأولى بالرئيس الفلسطيني بدل أن يبشّر الفلسطينيين بأن العدوان البري قادم بعد ساعات (حدث ذلك في اليوم الثالث للعدوان)، كان أولى به أن يرد على الأخبار التي بحوزته بدعوة الناس للنزول إلى الشوارع احتجاجا على ذلك، ومنعا لحدوث مجازر بحق الشعب؛ لا بد أن تحدث في حالة التوغل البري.
ألم يكن من الأولى أن تخرج أصوات فتحاوية من كل مكان تطالب الرئيس بالتفاعل بشكل أفضل مع الوضع في قطاع غزة، بدل أن نسمع أصواتا تدافع عن مواقفه، بما في ذلك أصوات من الحركة في الخارج، من دون أن نعدم شبانا من كوادرها لم يعجبهم ما يجري، وطالبوا بتحرك أفضل.
الموقف الآخر الذي يعنينا هنا، ويشكل أهمية بالغة للوضع في قطاع غزة هو الموقف المصري، ليس على الصعيد السياسي فقط، وإنما على الصعيد الإنساني أيضا، وهنا في الحالين كان الموقف سلبيا إلى حد كبير. فمن وصف للعدوان بأنه “عنف متبادل”، إلى التعامل مع معبر رفح بذات الصيغة القديمة، وعدم فتحه بالكامل من أجل تأمين الدعم للناس المحاصرين الذي يتلقون حمم الاحتلال.
الموقف على الصعيد الإنساني ليس على المستوى المطلوب، ولا قيمة لإدخال قافلة طبية من الجيش، إذ المطلوب هو إدخال قوافل الإغاثة بلا تحفظ، بل كل أشكال الدعم، فالوضع في القطاع لا يحتمل مزيدا من الحصار، لكن واقع الحال يقول إن ما يجري هو جزء من إرادة تركيع حماس والمقاومة، تماما كما هو هدف الحصار من ألفه إلى يائه.
هكذا تخوض غزة بقيادة حماس معركتها بإرادة الإيمان، والعزيمة الصلبة والبطولة الفريدة، ولولا ذلك لما كان بوسعها الصمود في ظل خلل ميزان قوىً سياسي وعسكري لصالح الاحتلال، فقد تركها الأشقاء، ، لكن خيارها لن يكون غير الصمود مهما بلغت التضحيات، وستخرج من هذه الجولة منتصرة عزيزة كريمة كما في الجولتين السابقتين.

(الدستور 2014-07-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات