الأردن : 60% من الشباب ليسوا في سوق العمل
![الأردن : 60% من الشباب ليسوا في سوق العمل الأردن : 60% من الشباب ليسوا في سوق العمل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/be058cca1029c79b67d22f71cd777705.jpg)
المدينة نيوز :- أظهرت دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية أنه على الرغم من حصول الشباب الأردني على فرص تعليم جيد، إلا أن عددا ممن التحق منهم بسوق العمل في الأردن قليل جداً، ولا سيما بين الشابات.
وتبين الدراسة التي نُشرت في شهر حزيران، وتحمل عنوان "انتقال الشبان والشابات في الأردن إلى سوق العمل"، أن الانتقال من المدرسة إلى العمل يستغرق زمناً طويلاً جداً. وفيما انتقل البعض على جناح السرعة من المدرسة إلى عملهم الحالي، يستغرق مَن لا يتمكن من الانتقال مباشرة نحو ثلاث سنوات كي يحصل على عمل مستقر أو مُرضٍ.
واعتمدت الدراسة على "مسح الانتقال من المدرسة إلى العمل" الذي أجرته دائرة الإحصاءات العامة الأردنية كجزء من مشروع "عمل من أجل الشباب"، وهو شراكة بين منظمة العمل الدولية ومؤسسة ماستركارد والأردن، وواحد من 28 دولة تشارك في المشروع.
وقال الدكتور محمد القضاة نائب الأمين العام في وزارة العمل: "تسلط الدراسة الضوء على فئة مهمة في المجتمع، وهي شريحة الشباب في الأردن. وهذا يعطينا أرقاماً دقيقة عن البطالة، وخمول الشباب في القوى العاملة، والتحصيل العلمي لكلا الجنسين، وسنعتمد على بعض المؤشرات الواردة في المسح. وكما تعلمون، يواجه الأردن عدداً من التحديات في سوق العمل" ، بحسب السبيل .
ووجد المسح الذي شمل 5405 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما أن 60 في المئة من الشباب في الأردن غير نشيط أو ليس في سوق العمل. ويعزى ذلك في جزء منه إلى فرص التعليم الكبيرة في البلاد. ومن المرجح أن تبقى الشابات على وجه التحديد خاملات؛ إذ إن ثلثهن غير نشطات، ولسن في المدرسة.
وفي حين أن معدل بطالة الشباب في الأردن أدنى بقليل منه في بلدان أخرى في المنطقة، إلا أنه بلغ 24.1 في المئة خلال فترة المسح (2012-2013)، أي قرابة ضعفي المعدل العالمي. كما أن معدل بطالة الشابات مرتفع ويبلغ 41.8 في المئة، أي أكثر من ضعف معدل بطالة الشبان الذي يبلغ 18.7 في المئة.
ووجدت الدراسة أن معدل بطالة الشبان يتناقص بارتفاع تحصيلهم العلمي.
وعلى النقيض من ذلك، تأبى معدلات بطالة الشابات بتعنت الهبوط إلى ما دون نسبة 40 في المئة، بغض النظر عن تحصيلهن العلمي.
وبحسب الدراسة، وقّع غالبية الشبان والشابات العاملين عقوداً، ويتمتعون بإعانات اجتماعية، ومع ذلك ما يزال عد كبير منهم يعمل في وظائف غير منظمة؛ حيث الأجور أدنى من المتوسط، وساعات العمل طويلة جداً.
مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض، قال إن النسبة المرتفعة من العاملين في الاقتصاد غير المنظم متوقعة؛ جراء معدلات بطالة الشباب المرتفعة في البلاد.
وأضاف: "يبحث الخريجون الجدد الذين لا يجدون عملاً في مجال اختصاصهم عن آليات بديلة، تتمثل في تعلم مهارة جديدة، أو البحث عن عمل في الاقتصاد غير المنظم، وهو الخيار الأسهل؛ لأن هذا الاقتصاد واسع جداً، ومغرٍ جداً لهم؛ بسبب إمكانية حصولهم على أجر جيد دون دفع أي ضرائب".
وأشادت منظمة العمل الدولية بالجهود التي تبذلها الحكومة لتسهيل انتقال الشباب من المدرسة إلى العمل، ولكنها أشارت أيضاً إلى أن ثمة كثيرًا مما ينبغي القيام به لمعالجة البطالة، وعدم توافق المهارات، وانخفاض فرص العمل اللائق في البلاد.
وقال فرانك هاغمان نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "تخبرنا نتائج هذا المسح أن هناك كثيرًا من العمل ينبغي القيام به؛ بغية تحقيق تطلعات شباب الأردن، ونحن نعلم أن جميع شركائنا في الأردن ممن ساعدوا في إجراء هذا المسح يسعون إلى تلبية تلك التطلعات، ونحن في منظمة العمل الدولية موجودون هنا لمساعدتهم في انتقالهم من الفصول الدراسية إلى العمل اللائق".