سقوط آخر قناع!!

تم نشره الأحد 20 تمّوز / يوليو 2014 01:12 صباحاً
سقوط آخر قناع!!
خيري منصور

ذات غزو وحشي، إذا أشرقت الشمس من الغرب، وزرع الناس العنب تحصدوا الحنظل، وباض الديك وصاحت الدجاجة على أعلى قمة لأعلى مزبلة في هذا الكوكب، ستدرس الاكاديميات العسكرية فصولا من حرب تواجه فيها السنبلة السيف، ويذود العصفور سرب غربان عن عشه.. ويعاد تعريف عدة مفاهيم منها:
الدفاع عن النفس، فاسرائيل الذي برر لها العالم المتوحش تحت قناع التمدن الزائف حرق الاطفال وتدمير المستشفيات واقتلاع الشجر على ان هذه الجرائم مشروعة تحت ذريعة الدفاع. ومن هذه المفاهيم المقترحة على العالم ادانة الانسان اذا فاجأه اللصوص لانه لم يهرب من النافذة وقرر ان يدافع عن زوجته وابنائه وبناته بسكين المطبخ والمقلاة، وما تصل اليه يداه من الزجاج والاطباق.
ومنها ايضا: ان الديمغرافيا كذبة كبرى، لان ما يحدث الان هو ان لكل ستين عربيا اسرائيلي واحد ولكل اربعمئة مسلم يهودي واحد وان الشجاعة في فترة ما بعد الحداثة وما بعد العروبة وما بعد التاريخ هي في ابتكار اساليب جديدة للفرار، وبتسليم الشقيق سعد كي ينجو بقية السعداء!
لقد اشعل البوعزيزي التونسي النار في كل هذا الهشيم الربيعي عندما بدأت الشرارة من جسده، فلماذا لا يشعل الاطفال الفلسطينيون المحترقون والذين تحولوا الى رماد هذا الكوكب بأسره وبأسراه معا؟
الهزيمة الكبرى الان تلحق بعالم يثرثر على مدار الساعة عن الحريات والديمقراطية ولا تمس طفلا ألقت عليه الفانتوم عشرين ضعف وزنه من الديناميت.
والمهزومون هم الهاربون من قدرهم التاريخي الذين ألقوا اصغر اخوتهم الى الذئب.
هكذا يتغير مفهوم ثنائية النصر والهزيمة ويصبح للتاريخ نصف ثالث، سموه التراجيديا او الملحمة او الفضيحة فالاسماء لا قيمة لها ما دام المسمى بهذه البلاغة ودمه بهذه الفصاحة التي لا تشوبها عجمة او لكنة عبرية وحين سخر احد العرب وقال ان الاغنية الشهيرة للراحل سيد مكاوي وهي الارض بتتكلم عربي قد تغيرت واصبحت الارض بتتكلم عبري.. والحق نقول ان كل شجرة في فلسطين لها حفيف بالعربي وكل قطرة في مياهها الاقليمية هي حرف او نقطة في الابجدية الخالدة.
ان ما اسقطته اسرائيل عمليا بكل ما لديها من فائض السلاح والافراط في استخدامه هو الاقنعة، فالبيوت يعاد بناؤها بحجارتها ذاتها والمستشفيات يعاد تأثيثها وكذلك المدارس والمساجد والكنائس، لكن ما لا يمكن ان يستعاد هو القناع الذي ما ان سقط حتى تحولت أمّة فقدت الشَّدة عن ميمها إلى عورة!

(الدستور 2014-07-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات