"حي الرجال "
حَيِ الرجــــالَ ورُدً كيــدَ مُتَــــهمِ
وامـدحْ بســـالةَ مقـــــدامٍ ومُقتَحِـــــمِ
حَيِ الصمــودَ بملئِ فيكَ مجـاهراً
وأذَنْ لِزمجرةِ الشجــــاعِ الضيغـــمِ
وانثــرْ على تاريــــــخِ غزةَ لؤلؤا
واكتبْ على صَفَحـاتِ غزةَ بالـــــدمِ
هــذي ديار العــــزِ والقمـــمِ العلا
هـــذي منــــازلُ الشهــــداءِ الصُّــوَمِ
هــذي عرائنُ أُسْــدِ الله في مسرى
محمـــدٍ الأُمِّيِ ســــــيد النـَسَـــــــــمِ
من يأتهــا بالخـــــير يـؤتَ بمثـلهِ
ومـن يُردْهــــا بالبلـــــيَةِ يَنْـــــــــدَمِ
جــــاء الخنـازير اليهـود لسـحقهـا
فرمتهــــمُ بسعـــير غضبٍ مُضــَرمِ
فتــقهـــقروا في خيــــبةٍ ومــــذلةٍ
وتَجَــرّعــوا منهـا كــؤوسَ العَلقَـــــمِ
لمّا سقـــاهمْ مُـهْــلاً في مكــامنهـمْ
أُعِــدَ لِكُــلِ منْ هـو للدمــــــاءِ ظَمي
رجالٌ قـد صدقــوا الإلهَ عهدهمـو
وَمَـنْ يَصْـدُقْ عَــهْـــدَ الإلهِ يَغْـنَـــــمِ
كأنهـمْ في ســاحات الوغى أُسْـــدٌ
تطـــارد ذُؤبان العـــدو في التُخـُـــمِ
وتقـذفُ رعبـــاً في قلــوبهمْ حتى
تراهمْ بـيـنَ مصــــروعٍ فمنـهـــــزمِ
فلا أغنـتْ عنـهــم مدافعـهــم ولا
ذاقـــوا ثِمـــارَ نصـــرهمُ المتــوَهَــمِ
لولا تخـــــاذلُ أُمَةٍ قـــدْ يمّـمَـتْ
نحـــوَ الدَنِـــــيّةِ وَجْهَـــــها بِتَبسُــــمِ
ومصـــارعُ الأطفـــالِ أو أُمّـاتِهِمْ
في جنــحِ لـيـلٍ من قـــذائفِ الرُجُــمِ
لكــففتُ دمـعـي إلا دمــعَ فـرحتي
بقتلِ فتـــــيةٍ لجيــــــشٍ عَـــَرمْــــرَمِ
فانصـرهمُ اللهـمَ نَصْـــرَكَ الـــذي
وَعَــدْتَ في آيِ الكتــــابِ المُحْـكَـــم
يا صـائمـاً رمضانَ ترجــو ثـوابَهُ
أنصُــرْ أخـاكَ لِحَـقِ الدينِ والرَحِـمِ
واصدَعْ بصـوتِ الحقِ دونَ تَردُدٍ
ولا تَخْــــشَ الـــــكلامَ أو تتلَعثـَــــمِ
فَالحقُ أبلـجُ إن تَنشُـــدْه تُبصِـــرْهُ
وإن تُدمـنْ سمــــاعَ الــذئـبِ تُثلَــــمِ
فاربأْ بِنَفسِــــكَ عــــنْ ذلٍ و مثلبةٍ
واركَنْ إلى صوتِ الضميرِ واحكُـمِ
فالنـارُ تأكلُ أخضـــرَنا ويابسَـــــنا
والمجـــدُ يدعـــــو كُلَ مقـدامٍ كَمي
فانهضْ أخا الإسلامِ وابنَ عروبتي
فَمَـنْ يُـرِدِ الخطــــابةَ لا يُهَـمْـهِــــمِ
في غزةَ َالعبــراتُ تَـصـــرخُ عالياً
وتنـــــاشدُ الأحـــــرارَ دونَ تَكلُــــمِ
عارٌ على الأحـــرار أن يَتنعَمــــوا
والأهلُ في أوطــــانِنـــا في مَأتـَــــمِ
هُبُــــوا لنجـــدةِ أهلِكُـــمو وزَلْزِلوا
بإسـرائيلَ أرضَ المـهـــدِ والحَــرَمِ
جبراً لِكــسر قلوبِ الأمهًاتِ وَمَـنْ
يرحـمْ بُكــاءَ ذوي النـوائبِ يُرحَـمِ
هل للطفــولَةِ في الرباطِ مُناصِـــرٌ
أم للثكــــالى مِـنْ مُجـيــبٍ مُـلْـهَـــمِ؟
يا ســامعـاً صـوتي وقلبُـكَ مُـدبِـرٌ
وبالُك مشغـــولٌ بِدُنْيــــا وأنــعُــــمِ
أرثيـكَ حيـاً والحيــــاةُ منـــــازلُ
وَمَـن تَمُـتْ فيهِ الكــــرامةُ يُــعْـــدَمِ
فالْحقْ بِرَكْبِ أحيـــاءٍ وَقـدْ أرِموا
أو فالزمِ الموتى و رَكْـبَ مُسَــلّــــمِ
واعقِلْ كلامي فالحيــاةُ قصـــيرةٌ
ولا تـكـــنْ مــن الأوباشِ النُــــــوًمِ
إجمـعْ عِصِيَكَ في رِزَمٍ وشُـــدّها
فالـذئــبُ يأكل الآحـــــادَ فافْــهَـــمِ
وقـف لله موقـفـــاً ولإخْــــــــــوَةٍ
هـــــمُ البقيةُ من كَــــرامةِ مُسْــــلِمِ
وعشْ حرا أومُتْ عزيزاً مُكـرَماً
وخــذ عِـــبَرا من التــاريخِ والـزَمِ