السوريون يحولون " الزعتري " لمكان تجاري لكسب رزقهم

تم نشره الخميس 31st تمّوز / يوليو 2014 10:13 صباحاً
السوريون يحولون " الزعتري " لمكان تجاري لكسب رزقهم
الصورة تعبيرية - صورة من الزعتري

المدينة نيوز :- لم يحل عجز محمد حارب دون حصوله على فرصة عمل داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.

فقد انضم حارب، وهو مُقعد على كرسي متحرك، إلى المئات ممن دشنوا متاجر في المخيم الذي يعد أكبر مخيمات اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية.

وقال حارب متحدثا عن كشك صغير انشأه لخدمات الهواتف المحمولة أطلق عليه اسم "شانزيليزيه" :"فتحت المتجر كي أعول أسرتي المكونة من ثمانية أفراد هنا".

وساعدت فطنة السوريين في إدارة الأعمال، مثل حارب، على مستوى القاعدة الشعبية في تحويل المخيم الذي يضم 85 ألف شخص إلى خامس أكبر المدن في الأردن، فضلا عن تحقيق أرباح للكثيرين.

وأضاف حارب :"كنت أملك في سوريا سيارة ومنزلا جميلا، وكنا نحصل على مستوى دخل محدد. لكن الوضع هنا مختلف، فأنا أعيش في منزل متنقل ومتجري أيضا. نحتاج إلى المال لنعيش".

وعزا كيليان كلينشميت، مسؤول الأمم المتحدة في الزعتري، سبب هذا التطور السريع للمخيم وتحوله إلى مدينة غير رسمية خلال عامين إلى خلفية اللاجئين بوصفهم "تجارا تقليديين ومهربين".

وعلى الرغم من كون المخيم مترامي الأطراف وأشبه بأحياء فقيرة، فهو نابض بالحياة ويضم محلات للحلاقة وتأجير ملابس الزفاف وأكشاكا لبيع الخضراوات وحتى وكالة سفر وخدمة توصيل البيتزا.

وقال محمود، البالغ من العمر 19 عاما، الذي كون مع عشرة أشقاء له مشروع سوبرماركت يقع عند تقاطع استراتيجي في المخيم :"مع الانتشار السريع للأعمال، وتحقيق الناس للأرباح، عرفت أن هذا هو مكاننا".

وعلى نقيض ما يتمناه معظم اللاجئين ورغبتهم في الفرار من مخيم الزعتري، أخذ محمود وأسرته اللاجئة اتجاها معاكسا. فقد غادروا بلدة أردنية من أجل العيش والعمل داخل المخيم بسبب إمكانية العمل التي شاهدوها ، بحسب موقع بي بي سي . 

"ديناميكية وابتكار"

يقول مسؤول مساعدات إن مخيم الزعتري حفز على وجود طرق جديدة تتيح للعاملين في الحقل الإنساني مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن من خلال السعي إلى حلول ابتكارية وأحيانا خاصة.

وقال جوناثان كامبيل، من برنامج الأغذية العالمي :"إن مجمل الأزمة تدفع دوائر المساعدات الإنسانية على نحو أسرع من ذي قبل نظرا لأن اللاجئين السوريين يتمتعون بديناميكية ونزعة ابتكارية."

وأضاف :"إن كثيرا من الأشياء التي حلمنا بها دوما ولم نتمكن من تحقيقها تحققت هنا بالفعل".

وكان أحد هذه الحلول الابتكارية هو أن افتتحت سلسة متاجر سوبر ماركت خاصة، مثل (سيفواي)، متجرا في الزعتري بغية إتاحة الفرصة للاجئين السوريين من أجل حرية اختيار الغذاء.

ويستخدم اللاجئون بطاقات ائتمان تصدرها الأمم المتحدة، يوفرها أحد البنوك الأردنية بالمجان، وتحتوي على بدل غذاء شهري يدفع لمتاجر البقالة داخل وخارج المخيم.

وسوف تربط بطاقات الائتمان ببيانات المقاييس الحيوية للاجئين، كما قد تستخدم قريبا في شراء الأدوية والملابس والحصول على غاز الطهي.

وأضاف كامبيل :"تعد هذه هي المرة الأولى في العالم التي يحدث فيها ذلك في بيئة بيع بالتجزئة."

ويستضيف الأردن نحو 600 ألف لاجئ مسجلين لدى الأمم المتحدة، غير أن السلطات تقول إن العدد قد يتجاوز مليونا.

"إمكانية تحقيق أرباح"

يقول كيليان كلينشميت إنه مع تراجع التمويل الدولي للمساعدات، تحول هو وآخرون إلى القطاع الخاص طلبا للمساعدة، ليس من أجل المال، بل من أجل أفكار وتكنولوجيات مبتكرة تساعد اللاجئين.

ويتعاون كلينشميت مع مهندسين بلدية في مارسيليا بفرنسا من أجل التوصل إلى حلول لمشكلات المياه والصرف الصحي في المخيم، في حين يطرح رئيس النقل في أمستردام مقترحات بشأن توفير نقل مناسب.

وفي ذات الوقت ثمة تواصل مع الشركات بشأن كيفية إعادة تدوير وإنتاج الطاقة من النفايات الصلبة من المخيم والبلديات المحيطة. كما تجري مناقشات لإنشاء محطة للطاقة الشمسية.

وقال ستيف زيك، من معهد التنمية فيما وراء البحار، إن هناك "مشاركة جديدة للشركات في العمل بالنشاط الإنساني الذي يستهدف اللاجئين، وذلك بعد إدراك إمكانية تحقيق أرباح فعلية".

وأضاف أن اللاجئين بدورهم "يستفيدون على نحو واضح من خلال الانتفاع بالخدمات المقدمة" مثل الهواتف المحمولة وتحويل الأموال.

وقال :"ليس معنى ذلك أن القطاع الخاص سيحل محل دوائر المساعدات الإنسانية التقليدية. بل سيكمل القطاعان بعضهما" . 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات