انتحار إسرائيلي بخمسة ملايين رصاصة!

تم نشره الأحد 17 آب / أغسطس 2014 12:53 صباحاً
انتحار إسرائيلي بخمسة ملايين رصاصة!
خيري منصور

حتى الآن وما لم يستأنف العدوان على غزة فإن عدد الرصاصات التي أطلقها جيش الغزاة الصهيوني على القطاع هو قرابة الخمسة ملايين رصاصة، ولهذا الرقم عدة دلالات، منها أن كل إسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة مسؤول وله حصته من هذا العدوان، فلكل إسرائيلي رصاصة، لكن بنك الأهداف الذي وجه إليه هذا الرصاص، لم يكن غير بيوت من طين وحجر ومن أطفال بينهم الرضيع ونساء بينهن أمهات ثواكل وشيوخ منهم من كان يتهيأ لأداء فريضة الحج، فنالها تحت ركام بيته.
الخمسة ملايين رصاصة، انتحرت بها الدولة العبرية، وهي آخر من يعلم لأنها بقدر ما أطلقتها على أطفال غزة ونسائها وشجرها وبيوتها كانت تطلقها على مستقبلها وعلى الأحفاد الذين تحول مستقبلهم بفضل العمى العرقي إلى كمين، لهذا فكل يهودي يرفع يده احتجاجاً على هذا العدوان إنما يدافع عن أحفاده، لأنهم لن يعيشوا بسلام فالدم إرث وثأر وقضاء!
خمسة ملايين رصاصة وألفا شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح، إضافة إلى آلاف البيوت الشهيدة أيضاً، هي حصيلة الفرار الإسرائيلي من الاعتراف بالأمر الواقع والذي يتلخص بأحد عشر مليون فلسطيني يعيشون على امتداد خطوط الطول والعرض لهذا الكوكب، وما من سبيل لإبادتهم لأنهم تلقحوا ضد كل سموم الإبادة، وعاشوا وتكاثروا رغم الأنوف الذي أصابها زكام الخنازير فلم تشم غير رائحتها الكريهة.
هؤلاء ليسوا هنوداً حمراً أو سمراً أو حنطيين أو حتى بلون التراب إنهم ينعمون بكامل العافية الروحية ويخرجون لمواجهة العدوان موتاً لموت ووجهاً لظهر، لأن الجندي المفرّغ من أية قضية والمسوق رغماً عنه إلى حرب هو وقودها ليتدفأ على لحمه المتفحم جنرالات وحاخامات منزوعو الآدمية، ويصابون بسادية تنافس سادية سمكة قرش جريحة. فاللون المفضل لديهم هو الدم، خصوصاً إذا كان عربياً، لهذا فهو يمتزج الآن في قهوتهم وحسائهم ومائهم لم يكسب حرباً من قتل آلاف الأطفال منذ هبط على هذه الأرض بمظلة كولونيالية ولم يكسبها من خسر الكون كله، فالقارات الخمس تتظاهر ضده، والأكاديميون من مختلف البلدان حتى البلدان التي تمده بالكلوكوز في غرفة الإنعاش التاريخية يقاطعونه، وأطفال العالم يغنون ويرسمون وهم يلثغون باسم غزة!
خمسة ملايين رصاصة أطلقها على نفسه وعلى كل اليهود الذين تورطوا في مصيدته الصهيونية، لهذا فهو ينتحر ببطء، رغم أنه يزهو بانتصار أخرق على طفل صرخته ملأت المدى وهي دمنا ما بروح هيك!!

(الدستور 2014-08-17)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات