وزارة دفاع.. أخيراً!

تم نشره الإثنين 18 آب / أغسطس 2014 12:54 صباحاً
وزارة دفاع.. أخيراً!
د. فهد الفانك

لا يحتاج رئيس الوزراء لإثبات جدوى تفعيل وزارة الدفاع ، ولا يحتاج تفعيل الوزارة إلى أية تعديلات دستورية ، فالوزارة موجودة على الورق ومجمدة فعلياً ، وكان قد جرى تهميش الوزارة قبل 44 عامأً لاعتبارات شخصية لا داعي للخوض فيها ، وكان رئيس الأركان يقوم عملياً بمهام وزير الدفاع مع أنها مهام سياسية وليست قتالية.
وزارة الدفاع وزارة سيادية موجودة في جميع دول العالم كحلقة وصل بين المستوى السياسي في الحكم والمستوى العسكري ، وهي تجسد المبدأ الديمقراطي في خضوع السلطة العسكرية للمستوى المدني.
المبررات التي قدمت لإحياء وزارة الدفاع غير لازمة ، فلا داعي لتبرير ما هو صحيح ومعمول به في العالم كله ، ومن هنا جاءت المبررات غير مقنعة ، فمن غير المعقول فصل الخدمات الطبية مثلاً عن الجيش العسكري ، فهي إحدى أسلحة الجيش التي لا غنى عنها في أية حرب تماماً مثل سلاح الجو ، وسلاح الدبابات ، وسلاح المدفعية ، وليس في العالم جيش ليس فيه خدمات طبية عسكرية ، يشهد على ذلك مستشفى والتر ريد العسكري في واشنطن.
فصل الجيش عن النشاط السياسي مفهوم ولكنه حاصل عملياً فالجيش الأردني جيش محترف لم يتدخل في السياسة فهو قوة تنفيذية لحماية أمن البلد الخارجي والداخلي وحماية الدستور.
أما ما ذكر عن (تورط) الجيش في الاقتصاد فليس عيباً ، طالما كان نشاطه ضمن سياسة الدولة المقررة. وهناك دور إنمائي معترف به للجيوش تقوم به في أوقات السلم ، وقد نجح سلاح الهندسة الملكي في تنفيذ مشاريع بناء الجسور والطرق وتدريب المهنيين ، وكانت مدارس الجيش تخرج جنوداً وضباطاً ، فلم تكن هذه النشاطات على حساب الاحتراف العسكري.
وزير الدفاع مسؤول سياسي مدني لا يحتاج لخبرة عسكرية ولكن لا يضيره أن تتوفر له خبرات عسكرية إذا كان قائداً متقاعداً من قادة الجيش المشهود لهم بالكفاءة وسعة الأفق ، وقد كان آخر وزير دفاع نظام الشرابي وهو مدير بنك.
هناك مساهمات للجيش في شركات عقارية أو تجارية أو مالية فرضت عليه ولا يجوز أن ترتبط بالجيش أو بوزارة الدفاع ، بل تسلم للخزينة لتتصرف بها.
وزارة الدفاع مثل وزارة الخارجية ، مؤسسة حكومية مدنية بمهمات سياسية ، وليست وزارة خدمات طبية وتعليمية يراد إعفاء الجيش منها.

(الرأي 2014-08-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات